تأثير استراتيجية تحليل البنية اللغوية فى تنمية الأداء لدى دارسى اللغة العربية من الأجانب فى المستوى المتقدم

Abstract

تمثل اللغة العربية رباطاً متيناً بين أبنائها من العرب ومن غير العرب المسلمين في كل مكان؛ لأنها وسيلة مهمة للتواصل والفهم والإفهام فيما بينهم؛ لاسيّما بين طلاب العلم، فهى تلقى اهتماماً بالغاً من غير أبنائها لتعليمها وتعلمها؛ لذلك لا ينبغى أن تلقى إهمالاً من أبنائها القائمين على تدريسها. ولأن الكتابة تعد من أهم وسائل الاتصال الإنساني؛ بل يمكن القول: إنّها إحدى النتاجات الرئيسة التي نسعى إلى تحقيقها من خلال تعليم اللغة العربية، خاصة عند كتابة المقال باعتباره حاجة لغوية وتحدى كتابي لما أفرزته خبرات الطلاب اللغوية بشكل يمكن الدارسين من إكمال دراستهم اللغوية وإتقانها. فالكتابة فى مضمونها عملية ذهنية معقدة؛ والأداء الكتابي يحمل أبعاداً تنظيمية وفكرية ولغوية تمنح الطلاب فرصاً للتفكير والتدبر، ومن ثم اختيار وانتقاء الألفاظ والتراكيب ثم الأفكار المناسبة، ليخرج الطالب ما لديه من مفاهيم ومشاعر، إضافة إلى تنسيق الأسلوب، وجودة الصياغة ومن ثم فإن الكتابة الصحيحة عملية مهمة على اعتبار أنها عنصر أساسي من عناصر الثقافة وضرورة اجتماعية ملحة. فبداية الكتابة فكرة وشعور بالحاجة إلى نقل الأفكار للآخرين، بعدها يبدأ الطالب في البحث عن مفردات جديدة ، ثم يرتب الكلمات الواحدة بجانب الأخرى في نسق معين ليشكل جملة، ثم يشكل جملاً أخرى: ثانية وثالثة وهكذا، ليشكل فقرة، ثم يعمد إلى تشكيل فقره ثانية أخرى وهكذا حتى يفرغ من نقل الأفكار. .. مثل هذا يحتاج إلى معرفة لغوية متطورة قادرة على فهم أصول بناء الجملة ثم بناء وتنظيم الفقرات، وربطها معاً وصولاً لمقال كامل البنيان صحيح العبارة. وهى أمور تصعب على الطالب الأجنبى؛ حيث الالتزام والتعود على نظام لغوى مغاير ومختلف فى نسقه وترتيبه مما يستدعي من المعلم التدخل باحثاً عن استراتيجية جديدة، تهون تلك الصعاب وتأخذ بأيديهم إلى بنية ونسق جديد.