استخدام بعض التقنيات الحديثة وانعكاساتها على تغير نسق القيم للشباب الجامعي (دراسة مقارنة بين الذكور والإناث فى بيئات متباينة)

Abstract

يشهد العالم المعاصر مجموعة من التغيرات المتلاحقة فى مجال الاتصال، وتقنية المعلومات، مما جعل العالم قرية كونية تنتقل فيها المعلومات إلى جميع اتحاد الكرة الارضية فى أقل من الثانية، مما أدت الثورة العلمية، والتكنولوجية إلى الكثير من الآثار الايجابيه فى حياة البشرية، وتقدم المجتمعات الانسانيه، ففى الوقت ذاته أدت الى انتشار الكثير من القيم السلبية، والتى انتشرت فى المجتمعات، كالفصل بين العلم والأخلاق، والتركيز فى القيم المادية على حساب القيم الأخلاقية وباقى القيم، وكل ذلك قد أدى بدوره الى إعاقة الإبداع والتطور عند الشباب. وقد يشكل الشباب فئة متميزة فى أى مجتمع، بل هم أكثر فئات المجتمع حركة، ونشاطاً، ومصدراً من مصادر التغيير الاجتماعى، حيث تتصف هذه الفئة بالإنتاج و العطاء، والإبداع فى المجالات كافة، فهم المؤهلون للنهوض بمسؤوليات بناء المجتمع. وقد استهدفت هذه الدراسه فئة الشباب الجامعى، حيث يتأثر الشباب عادة فى المجتمع بالتطورات التكنولوجية الحديثه، وقد يشهد الواقع الاجتماعى فى المجتمعات حالياً، مشكلات شبابية حادة، تتخذ صوراً مختلفة من حيث مضمونها، وربما اهتزاز القيم لديهم، واضطراب المعايير الاجتماعيه، والدينيه، والبيئية، وغيرها من المعايير الهامه، الأمر الذى يتمثل بوضوح فى تزايد أشكال الانحراف، و انتشار صور من السلوك لم تكن مألوفة من قبل مما يهدد الأمن، والاستقرار الاجتماعى. فالتغيرات والتأثيرات التى حدثت فى انساق القيم ومدلولاتها لدى الشباب الجامعى قد تبين أن هناك كثيراً من الآثار والاتجاهات السلبية التى انتشرت بين الشباب حيث حدث نوع من التخلى عن العديد من القيم الايجابيه، وتبين بعض الآثار السلبية، فنتيجة للتغيرات المتسارعه، والمتلاحقة التى يعيشها العالم، قد وقع شبابنا فى تشتت، إذ أدت هذه التغيرات المتسارعه إلى عدم مقدرة الشباب على التميز الواضح بين ما هو صواب، وما هو خطأ، وبالتالى أضعفت قدرتهم على الانتقاء، والاختيار من بين القيم المتصارعة الموجودة، وعجزهم عن تطبيق ما يؤمنون به من قيم، فكل هذا قد أدى إلى حدوث " أزمة قيميه " كان لها أثر كبير فى دفع الشباب للتمرد، والثورة على قيم المجتمع.