برنامج تدريبى لتنمية مساندة الأمهات لأطفالهن الذاتويين لتحسين بعض مهارات التواصلغير اللفظى لأبنائهن.

Abstract

تمثل الذاتوية أحد الإضطرابات النمائية التي ظهرت النصف الأول من القرن الماضي والتي تؤثر على عدة جوانب لدى الأطفال يتمثل أهمها بالقصور في الجانب اللغوي وعجز الطفل عن فهم مضمون الرسالة اللفظية وغير اللفظية وكذلك عجزه عن التعبير عنها بشكل مناسب، كما يتسم هذا الإضطراب بالقصور في جانب التفاعل الإجتماعي مع البيئة المحيطة به وعدم إدراكه لما يدور حوله، والتكرار المستمر لبعض السلوكيات النمطية غير المبررة، وأيضاً القصور الشديد في جانب التواصل اللفظي وغير اللفظي لدى هؤلاء الأطفال. وتتضمن اضطرابات التواصل لدى أطفال الذاتوية كلا من التواصل اللفظي وغير اللفظي، فقد أشارت دراسات كثيرة إلى أن (50 %) من الأطفال الذاتويين لا يملكون القدرة على الكلام، ولا يطورون مهاراتهم اللغوية، إلا أنهم لا يعوضونها باستخدام أساليب التواصل غير اللفظي كالإيماءات أو المحاكاة (أتوود، 2009). كما أنهم يعجزون حتى عن استخدام التواصل البصري( وينج، 2004). أولاً : مشكلة الدراسة : يعد إضطراب الذاتوية أحد الإضطرابات النمائية التي إنتشرت في المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء، والتي يعاني بسببها كثير من الأطفال الذاتويين قصوراً في جوانب عدة من شخصياتهم، وتنقصهم القدرة على التكيف مع بيئاتهم خلال مراحل حياتهم المتتابعة، وينعكس ذلك بشكل كبير على حياة الوالدين بصفة عامة والأمهات بصفة خاصة، حيث أوضحت كثير من الدراسات السابقة وجود قصور لدى أمهات الأطفال الذاتويين في طرق وأساليب التعامل مع أبنائهن الذاتويين، كما أنه من خلال ملاحظة الباحث لأمهات الأطفال الذاتويين وأبنائهن باعتبار عمله كأخصائي تربية خاصة بمدرسة هابي وورلد وجد إنخفاضاً في مستوى المساندة الاجتماعية بين هؤلاء الأمهات، حيث وجد أن هذه المساندة تختلف من أم لأخرى نتيجة لاختلاف طابع تلك المهارات لدى تلك الأمهات، فبعضها ذات طابع عملي والآخر نظري، ومن هنا جاءت فكرة الدراسة، لذا تكمن أهمية الدراسة الحالية في التعرف على فاعلية برنامج تدريبي للمساندة الإجتماعية لأمهات الأطفال الذاتويين لتحسين مهارات التواصل غير اللفظي لدى أبنائهن. وبذلك يصبح السؤال الرئيسي للدراسة الحالية هو : " ما مدى فعالية برنامج تدريبي للمساندة الإجتماعية لأمهات الأطفال الذاتويين لتحسين بعض مهارات التواصل غير اللفظى لدى أبنائهن؟ "