تطوير دور الجامعات الفلسطينية على ضوء متطلبات الاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة

Abstract

شهد العالم عدة أزمات اقتصادية وبيئية واجتماعية جعلته يتخذ خطوات كبيرة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، لما له من تأثير كبير في معالجة التدهور البيئي، ومواجهة نقص الموارد الاقتصادية، ومعالجة التحديات الاجتماعية، بالإضافة إلى إعادة تشكيل وتصويب الأنشطة الاقتصادية؛ لتكون صديقة للبيئة، بحيث يشكل الاقتصاد الأخضر طريقًا نحو تحقيق التنمية المستدامة لتلبية حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم. ويوجد اتفاق عام في الأوساط الدولية والمحلية، أهمية الجامعة بوصفها عامل أساسي ومؤثر في تحقيق متطلبات الاقتصاد الأخضر، فضلًا على أنها جزء لا يتجزأ في عملية مواجهة التحديات المحلية والدولية، لبناء مستقبل مستدام، ولتكون الجامعة أكثر مسئولية لابد من دمج القضايا البيئية، والاجتماعية والاقتصادية في أهدافها ووظائفها الثلاث حتى تُأهل وتخرج أجيالًا تواجه تحديات تحقيق التنمية المستدامة، وفي ضوء ذلك يصبح تبني الاقتصاد الأخضر كمسار أمرًا في غاية الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع الفلسطيني. مشكلة الدراسة وأسئلتها تسعى فلسطين إلى التحول والمعاصرة لما يحدث في معظم دول العالم من تقدم، فتبنت فلسطين خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة2030م، وأعدت أجندة السياسات الوطنية لعام 2022م، إلا أن ما يعانيه المجتمع الفلسطيني من أعراض التراجع والتدهور يرجع بعضها إلى إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، وعدم السيادة الكاملة على الأراضي الفلسطينية مما يسبب عدم استقرار سياسي واقتصادي في فلسطين، مما ينعكس بشكل واضح على الجامعات الفلسطينية، ويبعدها عن تحقيق ما تصبو إليه من تطور وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فهي تعاني كثيرًا من المعوقات والصعوبات التي تقف حائلًا دون تحقيق هذا التطور. ويتضح ذلك من خلال المؤشرات التالية: 1- أن الجامعات الفلسطينية لا تقدم الدور المطلوب في تلبية متطلبات التنمية الفلسطينية، فتشير دراسة أشرف يونس1013م أن فعالية الجامعات الفلسطينية ضعيفة من حيث مدى مساهمتها في تلبية متطلبات التنمية المستدامة، وأن المجتمع الفلسطيني يعاني من مشكلات اقتصادية وتنموية، وقلة الإمكانات المادية والمالية، كما تشير الدراسة إلى غياب وجود استراتيجية وطنية للبحث العلمي والدراسات العليا لجامعات محافظات غزة، كما تشير دراسة أماني البورنو2016م إلى أن الجامعات الفلسطينية لا تشارك فعليًا في وضع حلول للمشكلات البيئية في المجتمع الغزاوي، وأن الجامعات لا تقوم بحملات توعية للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى دراسة ضياء الكرد2018م، والتي أكدت أهمية سعي الجامعات إلى تنمية رأس المال الفكري لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة، والعمل على توجيه البحث العلمي لتحقيق التنمية المستدامة، وتوطيد العلاقات الخارجية بين الجامعات الفلسطينية والدولية، وتحويل دور الجامعات الفلسطينية من التركيز على التوظيف إلى التركيز على مبدأ إيجاد فرص عمل جديدة، كما أكدت دراسة سامر العرقاوي، وموسى عجوز2019م على أهمية مؤسسات التعليم العالي في تحقيق التنمية المستدامة، وتوصي الدراسة إلى وضع رؤية استراتيجية للتعليم العالي تعمل على دمج وظائف التعليم العالي لتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة أيضًا إلى دراسة إيمان أبو عزام2019م حيث تشير إلى أهمية تفعيل الجامعات الفلسطينية بصورة أكثر فعالية في التنمية المستدامة، والعمل على تبني اتجاهات رئيسة للبحث العلمي، والتطوير التقني في الجامعات الفلسطينية تلبي متطلبات المجتمع، وتبني برامج ومشاريع إنتاجية وتسويقها كمشروعات تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.