زواج القاصرات المقدم في الدراما التلفزيونية بالفضائيات العربية وعلاقته باتجاهات المراهقات نحوه

Abstract

يعد بناء الأسرة والزواج أهم الروابط المقدسة في جميع الأديان السماوية التي شرعها الله، لما له من أهمية قصوى في بناء المجتمع البشري الذي يقوم على الاستقرار والتماسك بين أفراده. فالغاية الرئيسة للزواج هي الاستقرار للمجتمع واستمرار بقائه. والزواج المستقر والسعيد قائم على مجموعة من المتطلبات أهمها النضج العقلي والنفسي والجسدي لكلا الزوجين. ويتزايد الاهتمام بقضية زواج القاصرات على مستوى الوطن العربي يوما بعد يوم لما لهذه القضية من أبعاد اقتصادية وصحية واجتماعية ونفسية على الفتاة والمجتمع وهذا ما يجعل موضوع زواج القاصرات بصفة عامة من الموضوعات التي لاقت اهتماما في العديد من المجتمعات العربية، وذلك لانتشار هذه المشكلة وتزايد حالات زواج الصغيرات بشكل يدعو للقلق لما يتبعه من أزمات نفسية واجتماعية ومشكلات في التكيف لدى الفتاة الصغيرة، إلى جانب ما يهدد مؤسسة الزواج من أحد طرفي العلاقة الذي غالبا ما يكون غير مدركا لأهمية هذه المؤسسة ومسؤولياتها وحقوقها وواجباتها ألا وهو الفتاة الصغيرة. ويعد زواج القاصرات انتهاكا واضحاً للحقوق الإنسانية والمدنية للفتيات، حيث يسلب منهن الحرية والاستقلالية الذاتية ويعرضهن للعنف والإساءة، وكذلك يحرمهن من فرص إكمال التعليم. ويعتبر زواج القاصرات من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها كثير من الدول وخاصة دول العالم الثالث ويأتي التلفزيون في مقدمة وسائل الإعلام المعوّل عليها القيام بدور فاعل في تجسيد الواقع الاجتماعي بكل مضامينه الثقافية، ومواجهة إعلام العولمة؛ لأنه بمقدوره الوصول إلى كافة فئات المجتمع باستخدام القوالب البرامجية المناسبة، ووفقاً للأساليب الفنية والإبداعية القادرة على إيصال المضامين الثقافية بكفاءة ونجاح، وتأتي في مقدمتها الدراما التلفزيونية بأشكالها المختلفة؛ باعتبارها وسيلة تثقيف ومرآة للقيم، وكذلك وسيلة تسلية وترفيه.