الاستبعاد الاجتماعي والعنف لدى أطفال الشوارع "دراسة ميدانية في مدينة القاهرة"

Abstract

تعتبر ظاهرة أطفال الشوارع من أهم الظواهر الاجتماعية العالمية الآخذه في النمو والتزايد والانتشار خاصة في الدول النامية خلال العقدين الأخيرين, وقد أصبحت أكثر وضوحًا مع التغير الاقتصادي العالمي وهيمنة العولمة, وما نتج عن ذلك من آثار اقتصادية واجتماعية, حيث تعتبر فئة أطفال الشوارع من الفئات الضعيفة التي تعاني الطفولة المهمشة والمستبعدة في المجتمع نتيجه للظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي مر بها المجتمع المصري . وأصبحت قضايا الطفولة محل اهتمام وبحث على المستوى العالمى، وعقد لهذا الغرض العشرات من المؤتمرات العالمية والإقليمية والمحلية؛ إضافة إلى تصديق وتوقيع جميع الدول على الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل, وظهرت قوانين وطنية تتمثل الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والتي تزيد من الاهتمام بالطفولة. وقد أثرت العولمة في مجتمعنا العربي على الأسرة فانعزل أعضاؤها عن بعضهم البعض و انصرف كل منهم إلى متابعة اهتماماته الفردية, وأثرت العولمة على التعليم ووسائل الإعلام لتشوه عملية التنشئة الاجتماعية وتبث قيما مشوهة ومنحرفة ؛فتشوه التفاعل الاجتماعي الذي يتضح من خلال مظاهر وسلوكيات عديدة كإنتشار الجريمة والإنحراف في المجتمع, إضافة الي انتشار الفساد في التعاملات الاقتصاديه. والخيانة في الحياة الأسرية, والدروس الخصوصية في التعليم ,والتحرش في الشارع العربي, والعنف في الحياة اليومية, والفوضي التي تتدفق علي وجودنا من كل حدب وصوب (ليلة,2016, 11-12). وتتابعت مراحل النهوض بالعالم الثالث والعالم العربي, دونما أن تحقق تغيرًا ملحوظا في نوعية الحياة بهذا العالم. فقد بدأ العالم الثالث بخريطة محدودة للقفر وانتهي بعد عدة عقود وتجارب متنوعة الي خريطة أكثر اتساعا للفقر. (ليلة ,2016, ص 20).