محددات وعي الشباب المصري بمفهوم خطاب الكراهية واستراتيجياته بوسائل الإعلام الرقمية: دراسة ميدانية

Abstract

The study aims to reveal the awareness of the Egyptian youth towards the concept of hate speech and its strategies through digital media. In addition to measure their awareness of the role of digital media in facing hate speech by applying a field study on 400 of university students. The study used the questionnaire and the media dependency theory in order to come out with results which can help to categorize hate speech in digital media especially the social media and provide a perception of mechanisms which can be used to combat extremism and hate speech. The current study has confirmed that the dark side of digital media represented in: deepening hate speech within society through the ability to hide the identity of the agitator of hatred, violence and racism, the ease of spreading verbal violence through social networks, the ease of insult and symbolic violence that appears through comments, in addition to the ease of incitement through textual conversations without the need of direct confrontation, and fabricated images and videos that offend individuals within society. The current study presented reasons that may lead individuals in any society to these violations including: differences in opinion, beliefs or social values, social and economic disparities, affiliations of extremist groups intellectually, religiously or politically, psychological motives such as jealousy, isolation, respite, revenge, depression, a result of a defect in socialization, or a reaction to the violence in social reality.

في ظل بيئة رقمية غنية وفاعلة، تظهر أنماط مختلفة من التعرض لوسائل الإعلام الرقمية وکذلک في أساليب توظيف تلک الوسائل لخدمة الأفراد والمجتمعات ونشر المعلومات والأفکار. وتتميز البيئات الرقمية بمزايا لا متناهية بدايةً من مفهوم الحرية غير المشروطة حيث محتوى لا تقيده رقابة، وجمهور متباين جغرافيًا وديموغرافيًا، وتفاعلية غيرت من نموذج عملية الاتصال التقليدي. وفي الوقت الحالي تعددت المنصات الإعلامية الرقمية من خلال مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، والمدونات، والمواقع الإلکترونية المختلفة. ومنذ ما يقرب من العقد، تنامت الظاهرة ووُظفت وسائل الإعلام الرقمية من قبل العديد من الجماعات المحرضة داخل المجتمع وخارجه لأهداف تدميرية تتعلق بإيقاع الفتنة، وتقسيم المجتمع، وإضعاف الدولة. ويعد خطاب الکراهية هو أي خطاب من شأنه التحريض على العنف أو التمييز أو العدوانية نحو أفراد أو جماعات أو مجتمعات أو دول، وأى محاولة من شأنها استثارة مشاعر الکُره نحو الآخر بشکل ضمني أو غير ضمني. إن منتج خطاب الکراهية يسعى سعياً حثيثًا للتأثير في وعي المتلقين، حيث يمثل الوعي جملة من الأفکار والمعتقدات والقناعات التي من شأنها أن تترجم في مرحلة متقدمة إلى أحد أنماط السلوک. ويُلاحظ أن الفئة المستهدفة من منتجي خطاب الکراهية بشکل أساسي هم الشباب، الذين يسهل استقطابهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتلاعب في معارفهم، والتأثير في المبادئ الراسخة بعقولهم من أجل تحويلهم لأداة يسهل تطويعها لخدمة مصالح أفراد أو جماعات. إن الضرورة التي يفرضها الوضع الحالي تقتضي باستخدام الدولة والجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية لوسائل الإعلام الرقمية في مواجهة خطاب الکراهية. ولما کان من الأهمية معرفة مدى تأثير الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام الرقمية بمصر في مواجهة خطاب الکراهية، فإن الأمر يستوجب قياس مدى وعي الشباب المصري بمفهوم خطاب الکراهية، من منطلق أن الجهل بمفهوم الکراهية وأوجه التحريض عليها قد يحول دون تحقيق أهداف المؤسسات المناهضة لخطاب الکراهية.