فلسفة العلم عند هانز ريشنباخ

Abstract

إذا كانت أقدام العلم قد ترسخت اليوم فى الحضارة الغربية، فإننا مازلنا - على المستوى القومى - أحوج ما نكون لروح التفكير العلمى. ففى الوقت الذى أفلح فيه الغرب فى تكوين تراث علمى امتد، فى العصر الحديث، طوال أربعة قرون وأصبح يمثل فى حياة هذه المجتمعات اتجاهًا ثابتًا يستحيل العدول عنه أو الرجوع فيه، فى هذا الوقت ذاته، يخوض بعض المفكرين فى عالمنا العربى معركة ضارية فى سبيل إقرار أبسط مبادئ التفكير العلمى. ويبدو حتى اليوم، ونحن نمضى قدمًا نحو القرن الحادى والعشرين، أن نتيجة هذه المعركة مازالت على كفة الميزان. من هنا تأتى أهمية هذا البحث الذى نتناول خلاله التفكير العلمى عند واحد من أبرز فلاسفة العلم المعاصرين الذين دافعوا عن العلم بوصفه أفضل وسيلة لاكتساب المعرفة، ألا وهو الفيلسوف الألمانى هانز ريشنباخ، وما نعنيه بالتفكير العلمى عند ريشنباخ يمكن صياغته فى النقاط الثلاث التالية: 1- محاولة جعل الفلسفة علمية، أى جعل الفلسفة تصل إلى ما وصل إليه العلم من دقة وإحكام. 2- بناء المعرفة على أسس تجريبية ومنطقية، فالرياضة البحتة منطقية، والعلوم الطبيعية أساسها التجربة والخبرة. 3- رفض كافة التأملات الفلسفية الصادرة عن العقل الخالص، وبذلك لا تجد الميتافيزيقا مكانًا لها فى فلسفة ريشنباخ العلمية.