تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الانشطة التجارية وانعكاسها على النسيج العمراني

احمد حلمي محمد عبد الله;

Abstract


منذ المحاولات الأولى لاختراع الحاسبات الألية في منتصف القرن الماضي والإنسان يتطلع الى توظيف تكنولوجيا المعلومات في مختلف أنشطة حياته، وبالفعل نجح في ابتكار العديد من التطبيقات التكنولوجية ذات الاستعمالات المختلفة والتي لعبت دوراً هاماً في بلورة تأثير تكنولوجيا المعلومات على مختلف أنشطة حياة الانسان.
ازدادت هذه التكنولوجيا تطوراً يوما بعد الاخر وازدادت تدخل في مختلف مجالات الحياة، وانتجت العديد من التطبيقات الالكترونية التي تزايد اعتماد الانسان عليها في منظومة حياته اليومية حتى أطلق على هذا العصر اسم عصر المعلومات (Age of Information). ولعل من أهم مواطن قوة هذه التكنولوجيا أنها أتاحت للإنسان إمكانيتين شديدتي الأهمية لم تتح له في أي مرحلة من مراحل حضارته الانسانية من قبل ألا وهما:
أتاحت هذه التكنولوجيا للإنسان إمكانيات اتصال متطورة متحررة من المحددات المكانية والزمانية والتي كانت تقيد عمليات الاتصال فيما مضى، فالأمر لم يعد يتطلب أن يتواجد طرفي الاتصال في ذات النقطة المكانية واللحظة الزمانية ليتبادلا ما بينهما، بل أصبح هناك العديد من بدائل أنساق الاتصال والتي تعتمد في المقام الاول على وسائل أتصال الكترونية. وتتميز هذه الوسائل في أغلب الاحوال بذات الكفاءة والفاعلية التي يتميز بها الاتصال المباشر التقليدي (وجها لوجه)، كذلك فإن هذه الوسائل لا تتأثر سلباً بعدد أطراف الاتصال كما يحدث في الاوضاع التقليدية (حيث كلما زادت أطراف الاتصال كلما انخفضت الكفاءة).
كما أتاحت له التكنولوجيا إمكانية التعامل الفعال مع المعلومات بشتى أنواعها ومجالات استخدامها، فأصبح انسان هذا العصر يستطيع أن يجمع معلومات لا حصر لها كماً ونوعاً ويخضعها لعمليات تنظيم ومعالجة وتحليل واستخراج معلومات جديدة وتوظيفها في مجال ما، الامر الذي لم يكن متاحا له من قبل.
لذلك يتحول الانسان في عصر المعلومات الى أداء العديد من أنشطة حياته في عالم جديد داخل شبكات المعلومات، هذا العالم هو عبارة عن عالم افتراضي (Virtual) ليس له وجود واقعي ملموس. الامر الذي له بالغ التأثير على عالمنا الواقعي (Physical) وتعامل الانسان معه في عصر المعلومات.
وتعد الانشطة التجارية في المدينة من أشد الوظائف تأثرا بهذه الابعاد الجديد، وأكثرها اعتمادا على التطبيقات التكنولوجية المستحدثة والتي توفر لها قدرا هائلاً من المعلومات وكيفية إداراتها بشكل جيد وتحررها من القيود الزمانية والمكانية داخل النسيج العمراني، الامر الذي من شأنه أن تتغير خصائص الانشطة التجارية داخل المدينة لتحدث تحولاً في شكل المدينة كلها.
من هذا المنطلق تعتمد منهجية البحث على ثلاث محاور، المحور الأول يستعرض دراسة نظرية لأنماط الانشطة التجارية وتطورها التاريخي، ويعتمد في مجملة على المنهج الاستقرائي التحليلي لاستخراج بعض المؤشرات التي تساعد في الوصول لأهداف البحث كما يغذي كل منها الاجزاء التي تليه، من خلال التعرف على أنماط الانشطة التجارية ومستويتها المختلف وخصائصها والمعايير التخطيطية المنظمة لتوزيعها عمرانياً داخل المركز الخدمي والتجمع العمراني، ودراسة المنظور التاريخي لتطور الانشطة التجارية داخل الحيز العمراني ورصد التحولات التي مرت به خلال المراحل الزمنية المختلفة وتأثيرها المستمر على تخطيط المدينة بوجه عام وعلى شكل المركز الخدمي بشكل خاص. ورصد وتحليل النظريات المختلفة المتناولة لتخطيط وتصميم المراكز الخدمية، مع التركيز على توزيعها للأنشطة التجارية عمرانياً وعلاقتها بباقي مكونات النسيج العمراني.
ينتهي المحور الأول من الدراسة بصياغة المعايير التخطيطية والتصميمية لمراكز الأنشطة التجارية من خلال تحليل الدراسة التاريخية والنظرية في الباب الأول من البحث.


Other data

Title تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الانشطة التجارية وانعكاسها على النسيج العمراني
Other Titles Effect of the information and communication technology on the commercial activities and its reflection on the urban fabric
Authors احمد حلمي محمد عبد الله
Issue Date 2022

Attached Files

File SizeFormat
BB12678.pdf576.84 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.