دور الدبلوماسية في مواجهة وإدارة الأزمات الدولية

سيد إبراهيم طلبة جاد الله;

Abstract


إن حياة أي نظام دولي تتحدد دائماً بطبيعة العلاقات التي تدور في رحاه، ونمط وشكل التعاون الذي يبديه أعضاؤه لتحقيق السلم والأمن والنمو والازدهار المشترك. وهذا يعني؛ أن قِصر أو طول أمد أي نظام من الأنظمة الدولية يرتبط دائمًا بسلوكيات أعضائه، وحكمتهم في إدارة أمورهم، بصورة تكفل تحقيق الهدف والغاية من تطور المجتمعات بما فيه صلاح البشرية وازدهارها. ولا شك، أن الدبلوماسية –كأداة- أثبتت، وعبر تطور السياقات المختلفة للأزمنة، أنها الأداة الوحيدة القادرة على فهم وضبط حالة المد والجزر التي تنشأ بفعل تغاير طبيعة العلاقات الدولية، وتبدل موازين القوى فيها.
تناقش هذه الدراسة محورًا هامًا من محاور عمليات الإدارة والمواجهة الدولية للأزمات. وتحديدًا، تبحث الدراسة، من منظور قانوني ذي منهج نظري تطبيقي طبيعة التأثير المتبادل بين: التغيرات الهيكلية التي يتعرض لها بنيان النظام الدولي، وأثر ذلك على طبيعة ونمط نشوب الأزمات التي تندلع جراء هذا التغيير، ودور الدبلوماسية -كأداة وقائية تاريخية- في إعادة ضبط وتحقيق التوازن الديناميكي لنظام السلم والأمن الجماعي التي جاءت لتحميه هذه الأنظمة.
وتحديدًا، تحاول الأطروحة تحديد ماهية الخلل في الإدارة الدبلوماسية للأزمات الدولية، وذلك من الاطار النظري والتطبيقي للقانون الدولي؟ وهل كان مرد هذا الإخفاق وجود خلل في الإدارة السياسية، أم في الإدارة القانونية لأشخاص القانون الدولي في إدارتهم للأزمات الدولية؟
وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها؛ تسعى –من ناحية- إلى اختبار الدور التاريخي للدبلوماسية –كأداة- في الحد من نشوب الأزمات الدولية؛ وذلك من خلال استعراض النظام القانوني الدولي القائم لإدارة ومواجهة الأزمات، وبحث مدى كفاية ورصانة قواعده وأحكامه في مواجهة خطر نشوبها وتفاقمها. كما أنها تستهدف–من ناحية ثانية- إبراز عملية الارتباط بين مستويين للتحليل (الدولة كفاعل، والنظام الدولي كمتأثر ومتغير خارجي فاعل)، وذلك من خلال بحث أثر العلاقة الجدلية بينهم على نمط نشوب الأزمات وتفاقمها، وعلى عملية الإدارة والمواجهة الدولية لها، وكذا بيان أوجه الخلل والقصور، وماهية المعضلات السياسية والأخلاقية، والقيود الإجرائية والتنفيذية، التي حالت دون الانطباق الصحيح لقواعد العمل الدبلوماسي الوقائي، ومدى كفاية القواعد الدولية الحالية لمواجهة الأنماط الجديدة المستحدثة من الأزمات والفاعلين الجُدد فيها. كما تحاول الدراسة –من ناحية ثالثة- وفي محاولة لفهم طبيعة التوازن الديناميكي الذي جاءت لتحمية المؤسساتية الدولية، وانعكاسه على طول أو قصر أمد الأزمات؛ بحث مدى فعالية النظام الدبلوماسية الجماعية في مواجهة الأزمات التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وبيان الفلسفة التي تنهض عليها منظومة العمل الوقائي والعلاجي لكلا النظامين، وذلك من خلال؛ تقييم أثر تفاعل العلاقة الهرمية بين آليات التعاون الدولي والإقليمي، وبيان مدى فعاليتها، في دعم عمليات السلم الوقائي المبكر، والجهود الدولية الرامية نحو الحد من نشوب الأزمات، ومنع تفاقمها، والحد من انتشارها؛ وكذلك بحث مدى ملاءمة الاستخدام التقليدي لأساليب وأدوات وتكتيكات الدبلوماسية الوقائية القائمة لحكم العلاقات بين الدول إبان الحرب الباردة، بشكل مماثل في مواجهة الأزمات المحلية ذات الطابع الدولي، والتي تزايد نمط نشوبها في المرحلة التي تلت انتهاء الحرب الباردة؛ نتيجة حدوث تغير في هيكل النظام الدولي. وذلك كله بهدف أعم وأشمل، وهو؛ استخلاص أهم الدروس الإيجابية التي تُسهم في دعم مقومات الإدارة الرشيدة، والمواجهة المنضبطة؛ للتحديات المُستقبلية التي تُثيرها الأزمات.


Other data

Title دور الدبلوماسية في مواجهة وإدارة الأزمات الدولية
Other Titles لا يوجد
Authors سيد إبراهيم طلبة جاد الله
Issue Date 2022

Attached Files

File SizeFormat
BB12575.pdf791.63 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 26 in Shams Scholar
downloads 7 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.