تأثير إدارة المواهب على أداء القطاع الصحي (دراسة مقارنة بين قطاع التأمين الصحي وقطاع المستشفيات الجامعية بمصر)

Abstract

مع انتشار العولمة وما تحمله من آفاق واسعة في شتى المجالات التجارية والثقافية، وانفتاح الشعوب على بعضها البعض أدى كل ذلك إلى احتدام المنافسة بين الشركات العالمية الكبرى على اقتناص فرص الاستثمار، والاستقطاب الواسع للموارد البشرية من مختلف الدول والثقافة. فإدارة المواهب هي عملية تحسين جميع عمليات اداره المواهب البشرية والكفاءات، سواء أكانت من داخل المنظمة، أم من خارجها، حيث تسعى إدارة المواهب نحو تغطية احتياجات المنظمة الحالية والمستقبلية من الكوادر الكفؤ، بحيث تقوم المنظمة بتعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، وقد جاء مصطلح إدارة المواهب نتيجة تطور نظرة الإدارة نحو الموظفين داخل المنظمات بشكل أوسع، وأصبح التركيز على ما يعرف بإدارة المواهب، ويعتبر القطاع الصحي العام في مصر الشريان الرئيسي لتقديم الخدمات الصحية للمجتمع. حيث تعكس جودة الخدمات المقدمة عبر هذا القطاع درجة رفاهية المجتمع وتطوره، ولا تحدث هذه الحالة من الرفاهية من دون توفر كادر طبي وصحي وإدارى على درجه عالية من الموهبة والخبرة والمعرفة. ويعد القطاع الصحي العام في مصر من اهم القطاعات الخدمية، وجودة الخدمة المقدمة تعتمد بشكل كبير على ما يمتلكه موظفين هذا القطاع من مهارات وكفاءات متميزة تدفع بهم لتقديم خدمة أفضل. فالمنظومة الصحية فى مصر تعاني من العديد من القصور والمشكلات التى تثقل كاهلها وتجعلها عاجزة عن القيام بدورها الخدمى على أكمل وجه، والمتضرر الوحيد من ذلك هو المريض الذى تدفعه حاجته للذهاب إلى المستشفيات الحكومية المليئة بالإهمال، وهذا القصور داخل المنظمة الصحية ليس بظاهرة حديثة العهد، وإنما هى مشكلة أزلية تمتد إلى فترة بعيدة عانى فيها المريض من كافة أوجه الإهمال، وكأن مرضه لا يكفيه، وعندما يشتكى المريض نجد المسئولين يبررون هذا الإهمال. حيث أيضا يعاني قطاع الخدمات الصحية في مصر من مشكلات عدة، أهمها على الإطلاق الإهمال وضعف الموازنة العامة للصحة، فبينما تعالت أصوات تندد بمشكلات الخدمات الصحية المقدمة للجمهور ومدى رداءة تلك الخدمة. فأغلب المستشفيات العامة تواجه قلة المبالغ المالية المخصصة لها، بالإضافة إلى العقم الإدارى فى اللائحة المنظمة لها.