الوالدية الإيجابية المدركة وعلاقتها بالسلوك الاجتماعي الإيجابي لدى عينة من الأطفال في المرحلة الابتدائية

Abstract

تعتبر الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي تتولى عملية التنشئة الاجتماعية للطفل وغرس القيم والاتجاهات لديه، فهي تلعب دورًا هامًا في بناء شخصية الطفل وتشكيل سلوكه وتنمية جميع جوانبه، هذا بالإضافة إلى نقل العادات والتقاليد والقيم المستقاة من المجتمع، ويعتبر المناخ الأسري له دورًا رئيسيًا في تحقيق الصحة النفسية للطفل بشكل عام من خلال التفاعلات الأسرية؛ فإذا اتصف المناخ الأسري بالدعم التقبل والدفء والتوجيه والمشاركة ينشأ الطفل شخصية سوية تتمتع بالصحة النفسية أما إذا اتصف بالقسوة والإهمال والرفض اتجه إلى المشاكل السلوكية أو الأمراض النفسية. ويمتد دور الأسرة إلى إعداد الطفل للتغيُر وفي توقُع التغيُر وتدريب الطفل على حُسن الاختيار والانتقاء إزاء ما يتعرض له من مثيرات متباينة في المجتمع. فالتغيرات ليست كلها هامة وليست كلها مرغوبة، ففيها الصالح وفيها الطالح. ويستلزم ذلك من الأسرة تدريباً للطفل على التقييم والنقد لكل ما يخبره في عالمه المتغير. وإذا كانت الأسرة تعُد الطفل للتغير ولتوقع التغير، فإن عليها أيضاً أن تنمي فيه قدرته على مقاومة التغير في بعض الحالات على أساس من التقييم والنقد (فيولا الببلاوي،2001). يبرز رواد علم النفس الإيجابي (Seligman & Csikszentmihalyi, 2000) دور الأسرة الأساسي لطيب حياة الطفل. فالعلاقات الأسرية بشكل عام والعلاقة بين الوالدين والطفل بشكل خاص لها تأثير واسع الانتشار على الرفاه النفسي والاجتماعي للأطفال. لذلك تلعب الوالدية دورًا بالغ الأهمية في تشكيل البناء النفسي للأبناء، فتقع عليها تشكيل السمات الجوهرية للأبناء وإكسابهم العديد من العادات والتقاليد والاتجاهات. ولتحقيق ذلك يتطلب إشباع الحاجات النفسية للطفل وخاصة الحاجة إلى الانتماء والأمن والحب. وتهيئة المناخ الأسري السوي الذي يتسم بالاحترام، والتعاون، والمشاركة، وتشجيع الاستقلالية، والتواصل الفعال، وتعليم التفاعل الاجتماعي واحترام حقوق الآخرين. على الرغم من تعدد البحوث عن الاتجاهات الوالدية وأساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بمتغيرات الصحة النفسية، فالبحث هنا يأخذ منحى آخر وهو الوالدية كعملية وكأساليب معاملة إيجابية، والوالدية كنموذج يُحتذى للأبناء. ويرى )طلعت منصور، 2011) أن مقومات التربية الأسرية السليمة تكمن في فاعلية الوالدين وتمكنهما من مهارات الوالدية الفعالة، ومن إدارة عملية الوالدية.