الالتزام بالتبصير في عمليات نقل وزراعة الأعضاء (دراسة مقارنة)

Abstract

على الرغم من تناول الكثير من الباحثين لهذا الموضوع سابقاً إلا أنه ما زال الغموض يسيطر على بعض جوانبه خاصة مع التطور التكنولوجى الكبير في العديد من المجالات والتى من بينها المجال الطبى. فبعد أن كان مبدأ الأبوية الطبية هو السائد قديماً ( ) (ومعناه أن يكون الطبيب سيد القرار فلا يحق للمريض اتخاذ أى قرار بشأن حالته الصحية، فالطبيب يقرر وينفذ دون الاعتداد برضاء المريض باعتبار أن الطبيب هو العالم بفنون الطب المختلفة، أما المريض فجاهلاً بها. أما الآن فقد اختلف الوضع، حيث أصبح للمريض الحق فى تقرير مصيره واتخاذ قراره فيما يتعلق بحالته الصحية، ومن هنا نشأ الالتزام بالتبصير ويحتم على الطبيب إعلام المريض بحالته الصحية وخطة العلاج والخيارات المتاحة له وعلى المريض أن يختار بموجب إرادته الحرة بناءً على تبصير كامل وبسيط للمريض ما يراه مناسباً له. و قد تناولت هذا الالتزام وفقا للدراسات القانونية المتخصصة ثم من خلالها تم تحديد نطاق الاحكام الخاص به ومع ظهور هذا الالتزام نتج عنه أحكام والتزامات خاصة بشكلية هذا الالتزام للاعتداد به قانوناً وترتب على شرط الإخلال به أحكام ومسئولية تجاه الطبيب المخل به. ففى عمليات نقل وزراعة الأعضاء لتحقق شرعيتها يجب أن يصدر رضاء حراً متبصراً من جانب المريض ويجب تعريفه فى شكل معين ليكون مستوفى لجميع جوانبه القانونية ويجب أن يتم هذا النقل وفقاً لأحكام القانون وما يتم فى إطار خارج القانون يعتبر جريمة يترتب عليها أحكام ومسئولية. كما يجوز للمعطى والمتلقى على حد سواء العدول عن الرضاء فى أى وقت قبل البدء فى العملية الجراحية دون أى مسئولية على أى منهما، وللك أصدر المشرع قانون تنظيم هذه الممارسات.