العلاج السلوكى الجدلى لتحسين استراتيجيات التنظيم الانفعالى وخفض اعراض اضطراب الشخصية الحدية لدى طالبات الجامعة

Abstract

يعتبر اضطراب الشخصية الحدية أحد اضطرابات الشخصية المسرحية (الاستعراضية) بالمجموعة الثانية لاضطرابات الشخصية، وتضم هذه المجموعة الاضطرابات التالية: (اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، الحدية، النرجسية، الهستيرية) ويتفقون جميعًا في السلوك الاندفاعي الظاهر والمبالغ فيه، لكن بأسلوب يختلف باختلاف الفئة التي ينتمي إليها الفرد، يظهر اضطراب الشخصية الحدية في سلوكيات اندفاعية ظاهرة وغير متوقعة ومتمركزة حول الذات، ولديهم صعوبة في تشكيل العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها، ويتميز أصحابه بالسلوكيات الخاطئة، وعدم الاستقرار العاطفي، ويعتبر سلوك إيذاء الذات هو أحد علاماته، بالإضافة إلى التطرف في الانفعالات؛ بمعنى (إبداء الحب الشديد، أو الكره الشديد للآخرين دون وسطية؛ فهم متقلبون المزاج، ويغضبون لأتفه الأسباب، ولديهم تذبذب واضح في هوياتهم، ويشعرون بالفراغ الداخلي)، وهذه أهم الأعراض المميزة لاضطراب الشخصية الحدية الواردة في (DSM). ويبدأ ظهور هذا الاضطراب في مرحلة المراهقة في شكل غضب غير محكوم وانفعال زائد وسلوكيات أخرى متهورة؛ لذا زاد عدد المهتمين بتشخيص هذا الاضطراب والكشف عن طبيعته لدى المراهقين. وتُعد العواطف والانفعالات من الجوانب الحيوية في اضطراب الشخصية الحدية لدورها الهام في سلوك الأفراد الذين يعانون منه؛ فهي إما أن تَسم السلوك بالسواء أو أن تَسِمْهُ بالاضطراب، تبعًا لمستوياتها ودرجة مناسبتها للموقف، وانطلاقًا من هذه الأهمية لَقي موضوع الانفعالات -خاصة السلبية منها- اهتمامًا بالغًا من قِبَل علماء النفس، والذين صبوا كل اهتمامهم على وصف العواطف والانفعالات ومسببات حدوثها؛ فصاغوا نتيجة لذلك نظريات عدة -كالنظريات الفسيويوجية والمعرفية والسلوكية- ركزت على دور العوامل الفسيولوجية والإدراكية- المعرفية والبيئية كمسببات لحدوث الانفعالات، وظهر فيما بعد الاهتمام بجوانب أخرى تتعدى وصف الانفعال ومسببات حدوثه إلى كيف ننظم التعبير عن عواطفنا ونؤثر فيها؟ وكيف ندير هذا الجانب الهام والحيوي بطريقة نحافظ بها على صحتنا النفسية والجسمية؟ فظهر نتيجة لذلك ما اصطلح على تسميته بـ"ستراتيجيات التنظيم الانفعالي" والتي عن طريقها نؤثر على مستويات استجاباتنا الانفعالية. و يذكر أنّ هذا المجال انبثق عن واحدة من أهم ميزات الانفعالات، وهي قابليتها للتطويع، والذي لولاه لما كان هذا التنظيم ممكنًا.