هوية مصر: الهوية القومية والمتخيل السياسي 1919 – 1981
عبد المنعم محمد سعيد السيد أحمد;
Abstract
ظهرت عبر تاريخ مصر الحديث عدة صيغ للهوية على الساحة الفكرية، وكانت ذات أبعاد سياسية متضاربة ومتشابكة، حيث كان لحركة "الجامعة الإسلامية" تأثيرها الكبير على الحركة الوطنية في مصر بعد الاحتلال البريطاني، والتي نادت بالاستقلال مشوبا بروح الجامعة الإسلامية والارتباط بالدولة العثمانية. واعتقد فريق من المصريين أن معنى الدعوة إلى الهوية المصرية مجردة عن الهوية الإسلامية هو الالتقاء مع هدف الاحتلال في إيجاد شرعية لوجوده بعد نزع شرعية تبعية الدولة المصرية لدولة الخلافة؛ ولذلك فقد أخذت صحافة الحزب الوطني تؤكد على انتماء مصر للدولة العثمانية.
ومع ثورة 1919 ثبت فشل تيار الجامعة الإسلامية في التحول ليصبح بؤرة لحركة ونشاط الجماهير المصرية، والتقى تيار القومية العلمانية والجماهير في رؤية قومية مشتركة تهدف للعمل على نيل استقلال مصر عن بريطانيا وعن الدولة العثمانية المتداعية، واستطاعت نخبة من القوميين الليبراليين ذوي التوجه والثقافة الغربيين أن تتقدم الصفوف وتتصدر قيادة الجماهير، واستطاعت الزعامة العلمانية لقيادة ثورة 1919 أن تصل إلى نصر سياسي، وتبنت مصر، ولو على مستوى النخبة، أيديولوجية قومية علمانية. ومثل ذلك انتصارًا كبيرًا للقومية المصرية، وصارت مبادئ الليبرالية، ونموذج القومية العلمانية هي أساس الدولة المصرية بعد ثورة 1919، والتي تجسدت فيها "الأمة المصرية"، أمة حية، ناهضة، تسعى للتقدم.
ونمى تيار القومية المصرية العلمانية، وهو التيار الذي جرد الانتماء الوطني من أي روافد دينية، وعمل على إنماء وإبراز "الشخصية المصرية" وخلق طابع مميز لها، ودعا إلى النظر إلى الشأن السياسي من زاوية مصر وحدها، وحث على أن الأولوية يجب أن تكون للدفاع عن المصالح السياسية المصرية، وقد مثل هذا التيار المثقفين ذوي الثقافة الغربية، الذين تبنوا إيديولوجية غربية ليبرالية قومية، كانت متأثرة بحركة التنوير الفرنسية، وفلسفة القرن التاسع عشر الوضعية والمذهب النفعي، وتوجهوا نحو الثقافة والفكر الأوروبيين. والخلاصة التي توصلوا إليها أن الثقافة التقليدية السائدة لا يمكن أن تكون ملائمة لروح العصر، ونبذوا فكرتي الوحدة الإسلامية والوحدة العربية، وشددوا على أن الأولوية يجب أن تكون للمصالح السياسية المصرية. واستبعدوا فكرة الوحدة الإسلامية، ورفضوا اعتبار الدين كأساس للقومية، وعملوا على تأكيد فكرة الوطنية بمفهومها العلماني، وتعزيز رؤيتهم للمصريين كأمة مميزة عن "الأمة الإسلامية". وسعوا لترسيخ مفهوم "الأمة المصرية"، وتطوير نظرية للقومية المصرية مبنية على أسس علمانية، واستبعاد الدين من مكوناتها، وعملوا على تأسيسها على أساس المنفعة والمصلحة، ورفض أي ربط بين السياسة والدين، أو تحديد الوطنية على أساس ديني، والتأكيد على البعد التاريخي للقومية المصرية، ولم يعد الدين لديهم هو أساس مفهوم "الأمة"، واعتبروا أن المصريين يشكلون جسدا مميزا عن الأمة الإسلامية، وغلبوَّا الانتماء المصري على أي انتماء ديني، كما دافعوا عن حرية الفكر، وقداسة العلم. وبرز دور محمد حسين هيكل، وطه حسين، وسلامة موسى، وغيرهم ممن أصبحوا قادة للفكر والسياسة، واستمر هذا التأثير والدور الفاعل بعد الحرب العالمية الأولى وطوال الفترة التي عرفت في تاريخ مصر بالفترة الليبرالية (1922- 1952).
ومع ثورة 1919 ثبت فشل تيار الجامعة الإسلامية في التحول ليصبح بؤرة لحركة ونشاط الجماهير المصرية، والتقى تيار القومية العلمانية والجماهير في رؤية قومية مشتركة تهدف للعمل على نيل استقلال مصر عن بريطانيا وعن الدولة العثمانية المتداعية، واستطاعت نخبة من القوميين الليبراليين ذوي التوجه والثقافة الغربيين أن تتقدم الصفوف وتتصدر قيادة الجماهير، واستطاعت الزعامة العلمانية لقيادة ثورة 1919 أن تصل إلى نصر سياسي، وتبنت مصر، ولو على مستوى النخبة، أيديولوجية قومية علمانية. ومثل ذلك انتصارًا كبيرًا للقومية المصرية، وصارت مبادئ الليبرالية، ونموذج القومية العلمانية هي أساس الدولة المصرية بعد ثورة 1919، والتي تجسدت فيها "الأمة المصرية"، أمة حية، ناهضة، تسعى للتقدم.
ونمى تيار القومية المصرية العلمانية، وهو التيار الذي جرد الانتماء الوطني من أي روافد دينية، وعمل على إنماء وإبراز "الشخصية المصرية" وخلق طابع مميز لها، ودعا إلى النظر إلى الشأن السياسي من زاوية مصر وحدها، وحث على أن الأولوية يجب أن تكون للدفاع عن المصالح السياسية المصرية، وقد مثل هذا التيار المثقفين ذوي الثقافة الغربية، الذين تبنوا إيديولوجية غربية ليبرالية قومية، كانت متأثرة بحركة التنوير الفرنسية، وفلسفة القرن التاسع عشر الوضعية والمذهب النفعي، وتوجهوا نحو الثقافة والفكر الأوروبيين. والخلاصة التي توصلوا إليها أن الثقافة التقليدية السائدة لا يمكن أن تكون ملائمة لروح العصر، ونبذوا فكرتي الوحدة الإسلامية والوحدة العربية، وشددوا على أن الأولوية يجب أن تكون للمصالح السياسية المصرية. واستبعدوا فكرة الوحدة الإسلامية، ورفضوا اعتبار الدين كأساس للقومية، وعملوا على تأكيد فكرة الوطنية بمفهومها العلماني، وتعزيز رؤيتهم للمصريين كأمة مميزة عن "الأمة الإسلامية". وسعوا لترسيخ مفهوم "الأمة المصرية"، وتطوير نظرية للقومية المصرية مبنية على أسس علمانية، واستبعاد الدين من مكوناتها، وعملوا على تأسيسها على أساس المنفعة والمصلحة، ورفض أي ربط بين السياسة والدين، أو تحديد الوطنية على أساس ديني، والتأكيد على البعد التاريخي للقومية المصرية، ولم يعد الدين لديهم هو أساس مفهوم "الأمة"، واعتبروا أن المصريين يشكلون جسدا مميزا عن الأمة الإسلامية، وغلبوَّا الانتماء المصري على أي انتماء ديني، كما دافعوا عن حرية الفكر، وقداسة العلم. وبرز دور محمد حسين هيكل، وطه حسين، وسلامة موسى، وغيرهم ممن أصبحوا قادة للفكر والسياسة، واستمر هذا التأثير والدور الفاعل بعد الحرب العالمية الأولى وطوال الفترة التي عرفت في تاريخ مصر بالفترة الليبرالية (1922- 1952).
Other data
| Title | هوية مصر: الهوية القومية والمتخيل السياسي 1919 – 1981 | Other Titles | Egypt's identity: National Identity and Political Imagination 1919 - 1981 | Authors | عبد المنعم محمد سعيد السيد أحمد | Issue Date | 2022 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| BB12978.pdf | 935.65 kB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.