جرائم الإتجار بالبشر الأحكام الموضوعية والجوانب الإجرائية

سعيد محمد النجار;

Abstract


ظهرت فكرة تجارة العبيد منذ قديم الأزل في العديد من الدول كسلعة يتم تداولها بالأسواق تشترى للقيام بالأعمال الخدمية، وقد كان في عصر العبودية والجاهلية العديد من المملوكين للذين إشتروهم.
فهذه المشكلة ليست وليدة السنوات الأخيرة التي ظهر بها مصطلح الإتجار بالبشر، بل هي مشكلة ضاربة في القدم ، بما يجعلها جريمة قديمة بصور ونماذج حديثة .
فقد سادت في عصور ما قبل الميلاد قاعدة القوى يسيطر على الضعيف، ومن هنا بدأت المشكلة وانقسم البشر إلى طائفتين، السادة والعبيد، وظهرت أبشع صور استغلال الإنسان للإنسان.
يمثل الإتجار بالبشر ثالث أكثر تجارة غير مشروعة مربحة في العالم، ولا يسبقها سوى بيع المخدرات والأسلحة غير المشروعة ، وباستمرار يتم الإتجار بعدد كبير من الأشخاص -معظمهم من النساء والأطفال- عبر الحدود الوطنية، هذا فضلاً عمن يتم الإتجار بهم في داخل بلدانهم، لأغراض الدعارة او العمل القسري، وهذه التجارة بطبيعتها، تهدر كرامة الإنسان وتستغل أوضاع الفقر العالمي، وقد أصبحت نوعاً من الاسترقاق المعاصر لضحايا أجبروا أو أوقع بهم أو أكرهوا على العمل أو الاستغلال الجنسي، ويشكل الاتجار بالبشر تهديداً متعدد الأبعاد؛ إذ يحرم المجنى عليهم من حقوقهم الإنسانية وحرياتهم، والاهم من ذلك أنها تشكل خطراً صحياً عالمياً وتزيد من نمو الجريمة المنظمة ( ).
إلى أن جاء الإسلام محرماً الرق منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، وقد سبق النظم الدولية في هذا الشأن.
الإتجار بالبشر هو الوسيلة الأسرع والآخذة في التزايد ومن خلالها يتم إجبار الأفراد على العبودية. وإن كان البعض يعتقد أن الإتجار بالبشر يختلف عن العبودية التي انتشرت في الماضي السحيق. ولكن في الحقيقة يرى الغالبية أنه لا يوجد أي اختلاف لأن الإتجار بالبشر في العصر الحديث يتضمن كما عرفه البروتوكول الملحق لإتفاقية باليرمو عام 2000 "نقل الأشخاص بواسطة العنف أو الخداع أو الإكراه بغرض العمل القسري لإستغلالهم تجارياً". وهذا هو معنى العبودية القديمة والتي كانت تمثل نوعاً من الأشغال والأعمال الشاقة الإجبارية والقسرية طوال الحياة للعبيد وكانت ملكيتهم تعود للأشخاص الذين يستعبدونهم وكانوا يباعون بأسواق النخاسة وكان من يتاجرون بهم يستخدمون العنف وأشكال الإكراه المختلفة وإجبارهم على العمل دون إرادتهم( ).
فظاهرة الرق تعود إلى فترات منذ قدم التاريخ وقد استمرت عبر ممارسات وتشريعات في بعض المجتمعات إلى وقت قريب، وإذا كانت غالبية المجتمعات عبر المراحل التاريخية المختلفة مارست الرق سواء داخل مجتمعاتها أو على مجتمعات أخرى، فإن السيطرة الاستعمارية القديمة دفعت بظاهرة الرق نحو ممارسات اتسمت بالاستغلال، حيث أدى اهتمام الدول الاستعمارية التقليدية بالتنافس على تعظيم ثرواتها من العبيد إلى زيادة اهتمامها بالرقيق، وكان البحث عن أسواق الرقيق بهدف توفير الأيدي العاملة أحد العوامل الرئيسية التي دفعت بالعديد من الدول للاتجاه نحو أراضي خارج حدودها من أجل ممارسة تلك الظاهرة، خاصة على شعوب أفريقيا.


Other data

Title جرائم الإتجار بالبشر الأحكام الموضوعية والجوانب الإجرائية
Other Titles لا يوجد
Authors سعيد محمد النجار
Issue Date 2022

Attached Files

File SizeFormat
BB12773.pdf2.16 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.