الأبعاد الاجتماعية والثقافية المرتبطة بتشويه مسرح الجريمة وتأثيراتها على إجراءات التحقيق (دراسة ميدانية على عينة من أعضاء النيابة العامة ورجال الشرطة)

Abstract

تُعد الجريمة ظاهرة اجتماعية قبل أن تكون حالة قانونية , وقد عرّف الإنسان الجريمة مُنذ فجر التاريخ , عندما وقعت أول جريمة قتل بالتاريخ الإنساني في وقتٍ سحيقٍ مِن الزمان , ومِن ناحية أخرى تتعدّد وسائل الجرائم وأساليبها مِن قتل أو سرقة أو نصب أو سطو مسلح أو إرهاب ، لهذا يُعد مسرح الجريمة نقطة انطلاق التحقيق والكشف عن الجريمة , وهو مُحصلة لهذه الجرائم المُرتكبة ، وهو ما يعين على الكشف عنها , والبحث وراء حقيقتها , والكشف عن مُرتكبيها وتعقبهم . ومِما لا شك فيه أن المُحافظة على مسرح الجريمة للمُعاينة تبدأ مُنذ تلقي البلاغ والإسراع إلى الانتقال ؛ بهدف الحفاظ عليه لبقائه على حالته , وما فيه مِن آثار وأدلة مادية دون تغيير (عنب,2017,ص128) , فللمُعاينة أهمية كبيرة للحقيقة الواقعة المُراد إثباتها(سرور,2014,ص294) . وتجدر الإشارة إلى أن عدم الاهتمام الكافي بمسرح الجريمة ينجُم عنه العديد مِن المُشكلات التي تؤثر سلبًا على إجراءات التحقيق , وبالتالي على الجهود الرامية إلى كشف الحقيقة والقصاص مِن الجُناة , وهو الأمر الذي يكون لصالح المُجرمين , وبخاصة في ظل القاعدة القضائية السائدة "إن المُتهم بريء حتى تثبُت إدانته" , فينجُم مخاطر مِنها محو وإتلاف الآثار , أو عدم التركيز في مُخلفات الجريمة أو مُتحصلاتها كالأدوات , والشعر , والسوائل , والمقذوفات التي تدل على فاعليها .