اوضاع الفلاحين في مصر 1882 - 1952م

سحـــــــر محمود محمد فرج;

Abstract


الزراعة هي الحرفة الأساسية للفلاح ومصر بلد زراعي فيالمقام الأول ساعدها على ذلك اعتدال مناخها وخصوبة أرضها ومياه نيلها العذبة، وكرس الفلاح حياته لخدمة الأرض فكثيرا عاش ملاكها بعيدا عنها تاركين فلاحتها للفلاح معتمدين عليها مصدرا لدخلهم فقط.
وقد انتهك محمد على السياج الذى أحاط الفلاح حينما أراد تكوين جيش قوى وصناعة حديثة وإيجاد موظفين مصريين لحكومته فلم يكن هناك غير الفلاح المصري عاملا زراعيا وجنديا وتلميذا وموظفا وإن ظل لا يعتمد عليه في الوظائف العليا لفترة كبيرة، ولم يكن تنفيذ ذلك دون معاناة الفلاح المصري إلى جانب معاناته من نظام الاحتكار الذى حمله أعباء فاقت طاقته وقدرته المالية وخول محمد على لنفسه الحق في ملكية الأراضيواستولى على محاصيل الفلاحين عنوة وقام ببيعها بأضعاف الأسعار التى اشتراها بها، وحرم رعيته من ثمرة كدهم وتعبهم واستغلهافي الإصلاحات التى قام بها، وزاد من معاناة الفلاحين قيامة وخلفاؤه بفرض الضرائب الباهظة التى أثقلت كاهلهم واضطرتهم إلى هجر أراضيهم.
كذلك كانت السخرة أحد أسباب تعاسة الفلاحين حيث سخرتهم الحكومة في إنجاز الأعمال العامة وسخرهم كبار الملاك أيضا في أراضيهم دون مقابل، ومثلت الديون عبئا ثقيلا على كاهلهم واضطروا إلى الاستدانة من المرابين الذى استغلوا حاجتهم إلى المال في مضاعفة الفوائد عليهم ونتج عن تراكم الديون عليهم تركهم أراضيهم وهجرهم قراهم، وعلى الرغم من معاناتهم إلا أن أحوالهم قد تحسنت عما كانت تعليه في عهد المماليك حيث سادت البلاد الفوضى والسلب والنهب من قبل قبائل العربان وغيرهم ممن استطاع محمد على إخضاعهم لسلطته بمنحهم أراضي وتوطينهم حيث حاول ومن بعده خلفاؤه إيجاد حلول لمشاكل الفلاحين.
وعندما احتلت بريطانيا مصر عام 1882م ادعت مجيئها لتخليص الفلاحين من الأعباء المفروضة عليهم وحماية الملكيات الزراعية الصغيرة، لكن ما حدث عكس ذلك فقد ازدادت تلك الطبقة من الناحية العددية وتناقص حجم ملكيتها وظهرت فئة عمال التراحيل وهاجر معدمي الريف بحثا عن مصدر رزق، وازداد التناقض بين طبقات المجتمع الريفي خاصة في بداية عشرينيات القرن العشرين عندما تحكمت طبقة كبار الملاك في تشريع القوانين والقرارت خاصة فيالنواحي التعليمية والصحية.
وقد كان جزء كبيرمن الفلاحين ضمن شرائح عمال اليومية والمستأجرين الذين استأجروا مساحات صغيرة من أراضي كبار الملاك ودفعوا الضرائب عنها واعتمد دخلهم على إنتاجها من محاصيل لم تكف في الغالب احتياجاتهم وأسرهم خاصة في فترات ارتفاع قيمة الإيجار فباعوا محاصيلهم لسداد ما عليهم من ضرائب، ولم يكن المستفيد من هذا في كل الأحوال سوى كبارالملاك الذين استغلوا الفلاح وفرضوا عليه إيجارات مرتفعة، بل أن الكثير منهم تفنن في كيفية استغلاله عن طريق توقيعهم على عقود على بياض أو عدم تحديد قيمة الإيجار إلا عند جنى المحصول وتحديدها بما فاق إنتاج الأرض.


Other data

Title اوضاع الفلاحين في مصر 1882 - 1952م
Other Titles The conditions of farmers in Egypt 1882-1952 AD
Authors سحـــــــر محمود محمد فرج
Issue Date 2022

Attached Files

File SizeFormat
BB13193.pdf473.38 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 9 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.