انعكاسات استخدام المحمول على تنامى ظاهرة العنف لدى الأطفال في المجتمع المصرى " دراسة ميدانية "

Abstract

إن الأطفال هم مستقبل أمتنا ،وفى إطار تطلعنا لبناء مستقبل مصرنا القوية يجب علينا الاهتمام بالطفل اجتماعيًا وثقافيًا ونفسيًا وإعلاميًا، وبما أن مرحلة الطفولة تعد حلقة عمرية تتوقف عليها مراحل النمو الأخرى فى المستقبل حيث ما يتم غرسه وتعلمه فى الصغر يصعب تغييره فى الكبر. لأن الطفل كما ذكر المفكر الفرنسى جان جاك روسو" كالصفحة البيضاء " وعلى حد تعبير العالم النفسى الأمريكى هوفمان "يشبه قطعة الاسفنج التى تمتص كل ما يتعرض له" فالطفل يكتسب معظم الخبرات والمعارف من البيئة المحيطة به . ( غزال ، 2001: 229). وقد أصبح العنف الآن ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع بصفة عامة والطفولة بصفة خاصة وأصبحت تتسع يومًا بعد يوم فانتشرت فى أنحاء العالم بكل أشكالها ومظاهرها المختلفة فى كافة الطبقات الاجتماعية. فالعنف سلوك مكتسب أى أنه يمكن تعلمه من خلال الملاحظة أو التقليد ومن هذا المنطلق يصبح الأطفال الفئه الأكثرعرضة للتأثر بالعنف ، وقد ساعد أنتشار أجهزة المحمول الحديثة التى لها القدرة على الاتصال بالإنترنت على تبادل المحتويات التى تبث العنف مثل الألعاب، الصور، الفيديوهات العنيفة. فأصبحت أجهزة المحمول وخاصة الذكية (Smart Phones) أكثر من مجرد وسيلة اتصال فهى تحل محل كثير من الأجهزة الأخرى (كالتليفزيون– الراديو – الكمبيوتر...) وأصبحت لايمكن الاستغناء عنها لدى مختلف الفئات العمرية وخاصة الأطفال فقد اعتمد عليها الكثير من الآباء والأمهات كوسيلة لإلهاء وتسلية الطفل ومن هنا أصبح الطفل عرضة لكم كبير من المحتويات العنيفة السالف ذكرها دون رقيب أو متابع فأجهزة المحمول بما فيها من ألعاب ونشاطات واتصال عبر شبكة الإنترنت تقدم للطفل عالمًا واسعًا من الخيالات . وقد أوضح تقرير اليونيسف حال الأطفال لعام 2017م أنهم والمراهقون يمثلون ثلث مستخدمى الإنترنت على مستوى العالم، وأن الشباب ما بين 15 إلى 24 سنة هم الفئة العمرية الأكثر وصولًا للإنترنت ، فعلى مستوى العالم ، فإن نسبة 17% من تلك الفئة موصلون بالإنترنت مقابل 48% بالنسبة إلى مجموع السكان.