الفروق بين ذوي المستويات المختلفة للتدفق النفسي في الكفاءة الأكاديمية والمرونة العقلية لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية

Abstract

يعد مفهوم التدفق من بين أهم المفاهيم المرتبطة بحركة علم النفس الإيجابي، تلك الحركة التي أدخلت رسميًا في المسار الأكاديمي لعلم النفس سنة 1998 عندما ترأس Martin Seligman الجمعية الأمريكية لعلم النفس، ومحاولاته الدءوبة هو ومجموعة أخرى من علماء النفس ممن كان لديهم تحفظات كثيرة على علم النفس بفروعه التقليدية الغارقة في التركيز والتصوير الحصري ــ إن جاز القول ـ لكل جوانب القصور والضعف في الشخصية الإنسانية. ويعد مفهوم حالة التدفق من المفاهيم الإيجابية، التي ربما يؤدي الاهتمام بها إلي التركيز على الجوانب الإيجابية الخاصة بخبرة حالة التدفق التي تقتضي مواكبة ومعانقة الحياة، وتقبل مصاعبها، واعتبارها تحديات جديرة بأن تستنهض همة المواجهة واغتنامها كفرص أصيلة للتعلم ولتحسين الأداء الإنساني ليرتقي في مسار: التميز، ثم الإتقان، ثم الإحسان حتي أن هذه الحالة قد تسوق الفرد إلي الإبداع. ومن هنا يتبين أهمية التدفق النفسي في حياة الأفراد ولا سيما تلاميذ المرحلة الإعدادية تلك المرحلة التي يلاحظ فيها السيولة الانفعالية، وفي ذات الوقت تميز ونضج في النمو العقلي الذي يترتب عليه كفاءة في كافة جوانب الشخصية وخاصة الكفاءة الأكاديمية التي تعد رأس هرم الكفاءات. وتعد الكفاءة الأكاديمية إحدى محددات سلوكيات الطلبة خلال أداء مهام التعلم حيث إن الطلبة ذوي الكفاءة الأكاديمية المرتفعة هم الأكثر رغبة وميلا نحو إظهار المثابرة العالية والمرونة المعرفية المرتفعة في مواجهة مواقف التعلم في السياقات المختلفة. (Bandura, 2000,P191) كما أن الكفاءة الأكاديمية الذاتية تسهم بشكل كبير في النمو المعرفي الذي يؤدي إلى النجاح الأكاديمي، فالكفاءة الأكاديمية تحسن النواتج الأكاديمية مثل زيادة مستوي الإصرار والمثابرة والجهد المبذول أثناء أداء المهام الصعبة. (Linnenbrink&Pintrinch,2002,313:328) ومن هنا أصبحت المدرسة مطالبة بالاهتمام أكثر بالقدرات الذاتية للطالب وتنمية شعوره بالنشوة والسعادة أثناء أداء المهام التعليمية، وتنمية الكفاءة الأكاديمية لديه من أجل الاستغلال الأمثل للطاقات والقدرات التي يملكها وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المنشودة من العملية التربوية والتعليمية، حيث تكوين شخصية متكاملة الجوانب، متمتعة بالصحة النفسية والتدفق النفسي، والكفاءة الأكاديمية.