التركيب اللغوي في الشعر العبري القديم سفر المزامير أنموذجً

Abstract

يُعتبر الشعر من أهم الأشكال الأدبية فى أى مجتمع للتعبير عن المشاعر والانفعالات، كما يعتبر من أنجح الوسائل التحفيزية فمن السهل تذُكُرُه وترديده لما فيه من جرس موسيقى وبلاغة وفصاحه. يُعتبر العهد القديم من أهم المصادر للأدب والفكر لدى اليهود، ويضُم العهد القديم مجموعة كبيرة من الأشعار التى تناولت موضوعات مختلفة ، كما أنها امتازت بحُسن الأداء ودقة التعابير وجمال الأسلوب. ويُعد سفر المزامير خير مثال على ذلك. ولكن لم يقتصر الشعر في العهد القديم على سفر المزامير فحسب ولكننا نجد الشعر أيضًا في سفر نشيد الأنشاد وأجزاء من سفر أيوب وسفر الجامعة وبعض أجزاء من الأسفار التاريخية. و للشعر العبري القديم قوانين خاصة تُعد إلى حدٍ كبير سرًا غامضًا ومجالًا شيقًا للبحث، وقد حاول العلماء على مرالعصور فك شفراتَهٌ لكن باءت محاولاتهم دائمًا بالقصور - وذلك بالمقارنة بمجالات الأدب العبري الأخرى- فعلى الرغم من جدية الأبحاث حول قوانين الشعر العبري القديم فإنه دائمًا مانجد نقصًا أو قصورًا في كل بحث؛ وربما يرجع ذلك إلى صعوبة دراسة القوانين الشعرية القديمة وربطها بعلم اللغة بمجالاتِه المختلفة. وقد اختارت الدراسة سفر المزامير لأنه من أهم الأسفار الشعرية ، يحتوى السفر على مائةٍ وخمسين مزمورًا يتنوع من حيث المضمون والحجم، فيضم مزامير شكر وتوبة ، ومزامير تاريخية تتناول معاملة الإله المستقيمة الرحيمة مع شعبه، ومزامير تعليميه. ويمكن من خلال تحليلها تحديد جانب كبير من سمات الشعر فى العهد القديم. لذا تهدف الدراسة إلى دراسة البنية الإيقاعية لسفر المزامير وتقسيمها إلى موسيقى خارجية وداخلية، والوقوف بالتحليل والدراسة على وحدة الإيقاع المقرائي وتميزه، كذلك التعرف على التركيب اللغوي لسفر المزامير وما يحويه من خصائص وسمات تركيبية خاصة. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي؛ من حيث وصف لغة سفر المزامير بمستوياتها المختلفة من حيث الصرف والأصوات والتركيب. مع التركيز على وصف البنية الإيقاعية للنصوص الشعرية في العهد القديم وتحليلها. وقد جاءت الدراسة فى إطار مقدمة وفصلين وخاتمة نتائج وثبت المصادر والمراجع . تناولت المقدمة أهمية الدراسة، وأهدافها، وسبب اختيار الموضوع ، والمنهج المتبع فيها، والتساؤلات التى طرحتها، والدراسات السابقة.