قياس تأثير آليات حوكمة الشركات على جودة عملية المراجعة "دراسة ميدانية "

Abstract

شهد العالم الاقتصادي فى العقدين الأخيرين من القرن الماضي سلسلة من الأزمات المالية لكبرى الشركات العالمية نتيجة لضعف نظم الرقابة الداخلية بها والتلاعب فى قوائمها المالية وقلة افصاحها بشفافية عن المعلومات الحقيقية المتعلقة بالشركة، ونتيجة لذلك بدأ المستثمرين وأصحاب المصالح بتوجيه ﺍﻟﻠﻭﻡ ﺇﻟـﻰ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ وفقدان الثقة بها لعدم قدرة المراجعين على كشف تلك الأخطاء ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﺃﻭ تقصيرهم ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻤﻠﻴﺔ المراجعة ومساعدتهم لتلك الشركات على عدم الكشف عن تلك الاخطاء، لذلك تزايد الاهتمام بحوكمة الشركات فى الآونة الأخيرة باعتبارها أحد الركائز الأساسية لمواجهة الفساد المالي والإداري بالشركات والحد من تلك الأزمات. بناءاً عليه من المتوقع عند تطبيق آليات حوكمة الشركات بفعالية من خلال اكتسابها بعض الخصائص والصلاحيات الأساسية وتفاعلها مع بعضها البعض قد يساعد على ضمان أعلى جودة لعملية المراجعة لأن الغرض من آليات الحوكمة هو الحد من نطاق مشاكل الوكالة وضمان تصرف الوكلاء وفقاً لمصالح الملاك واكتساب ثقة المستثمرين وأصحاب المصالح.

مشكلة الدراسة: تبين للباحث أنه على الرغم من اهتمام الشركات المتزايد للالتزام بمبادئ حوكمة الشركات والعمل على تطبيق آلياتها، إلا أنه لم يمنع هذا من تلاعب الإدارة في القوائم المالية بالاشتراك مع المراجعين وإصدار تقارير مراجعة نظيفة لتحقيق أهدافهم الشخصية مما أدى إلى ضعف جودة عملية المراجعة وانهيار الكثير ﻤﻥ الشركات العالمية وﻀﻴﺎﻉ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺭﻴﻥ. بناءاً على ذلك تتبلور مشكلة الدراسة الأساسية في ضعف ثقة المساهمين وأصحاب المصالح الأخرى في نزاهة المعلومات المحاسبية التي تتضمنها القوائم المالية والتي يتم مراجعتها من قبل المراجعين.