تقويم المحتوى الثقافي العربي والإسلامي لكتابي المستوى المبتدئ من سلسلة الأزهر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

Abstract

اللغة العربية من اللغات المغرقة في القدم، وقد اكتمل نموها، فاستطاعت أن تعبر عن دقائق المشاعر الإنسانية والصور والأحاسيس، وهي التي حددت هوية العربي، وقد نحت في تكوينها وخصائصها مسلكا إنسانيا وعالميا، حيث تجسد هذا المنحى عندما أصبحت لغة الوحي. وهي وسيلة الاتصال والتفاهم بين أفراد المجتمع، ونقل التراث من جيل إلى جيل، والسيطرة على البيئة عن طريق تبادل الخبرات والنظريات، ووسيلة تجميع أبناء الوطن الواحد على وحدة الفكر والشعور والقيم والمثل، وهي الأداة التي يستخدمها المجتمع في نشر الثقافة بأوسع معانيها بين أبنائه. وتبرز أهمية اللغة العربية عند العرب حينما نجد الدين الإسلامي الذي يدين به الأكثرية الساحقة من العرب، جاء مقرونا باللغة العربية، إذ ليس من اليسير قراءة القرآن الكريم، والحديث الشريف، وفهمهما، واستيعاب معاني هذا الدين، ولا حتى عبادته، من غير معرفة اللغة العربية. ولذا اكتسبت منزلة عظيمة وبلغت ذروة المجد والكمال لاختصاصها بهذا التكريم التي لم تحظ بها لغة غيرها حيث نزل بها القرآن الكريم. كما تحتل اللغة العربية مكانة مهمة عند الشعوب الناطقة باللغات الأخرى، حيث يتمكنون من خلالها من تحقيق أغراض متنوعة، كالرغبة في قضاء حاجة ، أو سعيا وراء وظيفة أو رغبة في قضاء وقت يستمتع فيه كالسياحة في بلد الناطقين بهذه اللغة، أو استجابة لمتطلبات مقرر دراسي أو استعدادا للحصول على درجة علمية، وحرصا على امتلاك مهارة القراءة ليتصل بكتابات معينة أو استجابة لشعائر دينية لابد من أدائها بهذه اللغة، وقد يكون الغرض أعمق من هذا وهو أن يتصل الدارس بمتحدثي هذه اللغة، ويمارس لغتهم، ويفهم تقاليدهم، ويعيش ثقافتهم