تطوير دور الإعلام المدرسي في التنمية الشخصية للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة بمصر

Abstract

هناك تطورات هائلة وسريعة في جميع المجالات على مستوى العالم، وأصبح التقدم العلمي والتكنولوجي مؤثراً في كل جوانب الحياة، لهذا تحرص الدول على مسايرة التقدم والتميز، بالاهتمام بالتعليم الذي يعد نقطة البدء للتطور والرقي، ولقد دفعت هذه التغيرات المعاصرة النظم التعليمية لتطوير سياستها التعليمية والمدارس والمناهج وطرق التدريس والمعلمين. ويعد النظام التعليمي الأساس الذي توجد في إطاره السمات الشخصية للمتعلمين، إذ به يتشكل فكر الانسان ووعيه الثقافي والسياسي ودوره الاجتماعي ومعيار النجاح أو الفشل في أي نظام تعليمي يكمن في قدرة ذلك النظام على تحقيق أهدافه، أو إخفاقه في ذلك ونظراً لتعرض المجتمعات في العقود الاخيرة للعديد من التغيرات التي شملت مختلف نواحي الحياة والتي كان لها أثرها المباشر على ما يتوقعه المجتمع ومؤسساته من التعليم، ولما كانت المدرسة الابتدائية هي أول مؤسسة إلزامية تعليمية يلتحق بها الطفل المعاق سمعياً وهو في مراحل عمره الأولى، فإن إعداده بها إعداداً سليماً منذ البداية يحقق أهداف هذه المرحلة التعليمية، ويسهل من فهمه وتشكيله وإعداده للمراحل التالية. إن الإعلام اليوم أحد أهم العلوم الحديثة، وعلى الرغم من حداثة هذا العلم إلا إنه أخذ أهمية كبيرة جداً بالمقارنة مع غيره من العلوم الأخرى، وذلك ربما يرجع لعدة أسباب منها قوة تأثير وسائل الإعلام في الأفراد وكذلك لكثرة تعرض واستخدام الأفراد لوسائل الإعلام، ونظراً للأهمية الكبرى التي بدأت تحتلها وسائل الإعلام في عالمنا اليوم قامت بعض العلوم الأخرى بالاستفادة من هذه الوسائل الإعلامية المتعددة وذلك لتحقيق الهدف المطلوب؛ ولعل من أبرز العلوم التي بدأت تستفيد من وسائل الإعلام الحديثة هي العلوم التربوية وذلك عن طريق البث المباشر لعلومها أو نشرها عبر الوسائل المسموعة والمقروءة. كما يعد الدفاع عن حقوق المعاقين والعمل على تحقيق مطالبهم بتحسين واقع الخدمات المقدمة لهم وتعريف المجتمع بأهمية المعاق كعنصر بشري قادر على الإنتاج وشعور المعاق بترابط أسري حميم بينه وبين أعضاء أسرته ومجتمعه له تأثيرات ايجابية وعلاقات تبادلية تسودها المحبة والمودة، وللأسف الشديد لاتزال بعض المجتمعات متغيبة عن ذلك الشطر الحضاري الذي يوفر لهذه الشريحة من أبناءنا فرص العلاج والتدريب والتأهيل الكافية حتى تمكنهم للتعايش مع أقرانهم العاديين قدر الإمكان بأسلوب حضاري وإنساني مهذب وراقي. ونظراً لتقدم بعض الدول في مجال الاعلام المدرسي كان من الضروري الاستفادة من خبرات هذه الدول التي حققت تميزاً في هذا المجال من حيث توفير أخصائيين قادرين على تطوير دور الاعلام المدرسي بمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق أهدافه وتطويره.