القبائل العربية ودورها السياسي والحضاري في الهند منذ بداية العصر العباسي الأول حتى منتصف القرن الرابع الهجري (132ـ350هـ/750ـ962م)

Abstract

يضاف إلى ذلك دراسة المباركبوري، وعنوانها: "الحكومات العربية في الهند والسند"( )، وهو كتاب في الأصل باللغة الأردية، بعنوان (هندوستان ميں عربوں كى حكومتيں)، وقام الدكتور "عبد العزيز عزت" بترجمته إلى العربية باسم "الحكومات العربية في الهند والسند"، ونشره في اثنتي عشرة مقالة بمجلة الدراسات الإسلامية الباكستانية. ورغم القيمة الكبيرة لهذه الدراسة، فإن بها بعض العيوب التي حاولت الباحثة تفاديها في دراستها، مثل عدم توثيقه لكثير من المعلومات، والمبالغة في تفسير الأحداث في أحيان كثيرة. كان لبعض القبائل العربية اليد الطولى والسبق في وضع بصماتها الأولى في فتوح الهند، حيث تحملت تلك القبائل مشقة القتال وأعباء الوصول للأراضى الهندية؛ لكي يحققوا مجد نشر الإسلام، بالإضافة إلى تحقيق نصر جديد يضاف إلى أمجاد قبيلتهم، سواء في شبة الجزيرة العربية أو شبه القارة الهندية. وقد تجلى الدور العظيم الذي لعبته تلك القبائل العربية داخل الهند من خلال دورها الفعال الذي لعبته في حركة الفتح، وسيطرتها على أهم المدن فى إقليم السند التابع لشبه القارة الهندية. وعلى الرغم أن الوجود العربي داخل الهند لم يكن أمرًا جديدًا؛ إذ كانت علاقة القبائل العربية بالهند قديمة لطبيعة التعامل التجاري بين الطرفين- فإنها زادت مع دخول الإسلام وانتشار حركة الفتوح الإسلامية، وتركت أثرها داخل المجتمع الهندي في جميع مجالاتها، واستطاع العرب الانصهار داخل المجتمع الهندي منتجين جيلاً جديدًا يشهد على مدى ارتباط الجانبين العربي والهندي، وتوطيد العلاقات بين الطرفين. ولم تكن حركة الفتح سوى المفتاح الذي استعملته القبائل العربية لنشر الإسلام واللغة العربية. ورغم أهمية الدور الذي قامت به القبائل العربية داخل الهند في كثير من المجالات خلال العصر العباسي، فإنه لا توجد – على حد علم الباحثة- دراسة شاملة توضح هذا الدور بمجالاته: السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، فقد تناول الباحثون العلاقات العربية الهندية إما بشكل عام، أو اهتموا بجانب واحد كالجانب التجاري دون الدمج بين المظاهر الحضارية التي جمعت بين العنصرين العربي والهندي في الهند. ومن الدراسات السابقة: دراسة لمحمد نصر عبد الرحمن ( )، وعنوانها: الوجود العربي في الهند في العصور الوسطى، وتتناول الدراسة الوجود العربي في الهند منذ عصر الخلفاء الراشدين حتى العصر الغزنوي، وهي دراسة حضارية ركزت على العلاقات بين الدولة العباسية والهند بشكل أساسي في مجالات متعددة، وهي دراسة عامة تختلف عن هذه الدراسة التي تسلط الضوء بشكل مكثف على العرب الموجودين في الهند.