"الميزة التنافسية في المدارس الدولية وإمكانية الإفادة منها في تطوير المدارس الابتدائية الحكومية بمصر

Abstract

يتزايد التركيز على قضية التنافسية والجودة نتيجة الاهتمام بالتصنيفات الدولية للنظم التعليمية وترتيبها وفق مجموعة من المعايير والمؤشرات وإصدار عدد من المنظمات الدولية للتقارير السنوية التي تقارن بين نظم التعليم في معظم دول العالم من حيث الإتاحة والجودة والقيمة المضافة، ويظهر ذلك الاهتمام جليًا في جهود المنظمات العربية والدولية مثل اليونسكو، والألكسو، ومكتب التربية العربي لدول الخليج؛ من أجل إصلاح التعليم وتحسين جودته ورفع قدرته التنافسية للوصول إلى درجة عالية من الكفاءة، والتطوير والتحسين المستمر للأداء، وتحقيق معدل مرتفع من الاستثمار في تعليم الأفراد مما يؤدي بالضرورة إلى تحسن مستوى معيشتهم. ويتطلب تحقيق الميزة التنافسية في المؤسسات التعليمية التعرف على جميع المشكلات المتعلقة بها وتحديدها تحديدًا دقيقًا، كما يتطلب الاهتمام بالموارد البشرية التي تعد الثروة الحقيقية لأي بلد وإعادة نظر المؤسسات في خططها وبرامجها نتيجة التطور التكنولوجي المستمر، فإذا كانت المدارس الدولية قادرة على النمو المستمر والتوسع نتيجة جذب الطلاب وترغيب أولياء الأمور في تحقيق مستوى تعليمي أفضل لأبنائهم، فإن هذا يعني أنها تمتلك ميزة تنافسية بما تقدمه من خدمة تعليمية تمكنها من تخريج أجيال قادرة على المنافسة في الوفاء باحتياجات سوق العمل المحلي والدولي، وهو ما تحتاج إليه المدارس الابتدائية الحكومية بمصر. الجدير بالذكر أن التقارير الدولية أظهرت أن التعليم الابتدائي المصري يمر بوضع سيء لا يتناسب مع مستوى المنافسة ولا يتماشى مع مستوى الطموح في خطط التنمية المصرية. مشكلة الدراسة: تحددت مشكلة الدراسة في أن التعليم الابتدائي في مصر يعاني من غياب الميزة التنافسية نتيجة لمجموعة من المعوقات التي تمنع تحسين الأداء على ضوء المعايير القومية والدولية؛ مما يزيد تأخر مصر عن باقي الدول في: • وجود تعليم ابتدائي جيد وشامل يمثل حجر الأساس للمراحل التعليمية التالية. • تربية جيل قادر على الإبداع والابتكار والمنافسة في جميع المجالات العلمية. • القدرة على مواكبة التطورات التكنولوجية والمعرفية؛ نظرا لضعف مستوى المخرج التعليمي الذي تنتجه المدارس الابتدائية المصرية، ومن المؤكد أن هذه الإخفاقات تنتقل من مرحلة تعليمية للمراحل الأعلى منها في السلم التعليمي.