توظيف الرمز الأنثوي في الشِّعر الصوفي الأندلسي
همت مصطفى كامل;
Abstract
تزعم الدراسةُ أن النظرةَ النقدية الحديثة أسهَمت في إعادة قراءة التراث العربي، مِن الشعر والاتجاهات الأدبية التي لم يُسلِّط عليها الضوء الكافي في العصور السابقة، وقد أصبح الأدب الصوفي، والشعر الصوفي برمزيته، نقطةَ تحَدٍّ للإبداع العربي، ومساحة إغراء للاطلاع عليه وإلقاء الضوء على المَواطن المضيئة فيه، ومنها الشعر الصوفي، بما يتضمَّنه من انفتاحٍ على الأنا والكون والوجود، ومن خلال فنياتِه التي استطاع بها الصوفي التعبيرَ عما لا يمكن ضبطُه باللغة العادية، فأصبح النموذج الصوفي برمزيته وإغرابِه تحديًا لدى شعراء الحداثة، لإعادة النظر نحو هذا التراث الشعري، وإعادة قراءته من خلال المناهج النقدية الحديثة للانطلاق منه نحو إبداعٍ جديد، مدرِكٍ لموروثه، ومواكبٍ للشعرية المعاصرة، فأصبح الشعر الصوفي ملهِمًا لكثير من الباحثين لدراسته وإبراز جواهره، وتميُّزِه.
فظَهرت دراسات عدة تناولت هذا النتاجَ الأدبي الصوفي، مُخرِجةً إياه بعيدًا عن حدود النظرة الدينية، باعتباره نتاجًا أدبيًّا لتجربةٍ دينية، ودراستُنا هذه تزعم التركيزَ على الرمز الشعري في هذه التجربة، كتجربةٍ إبداعية أدبية من الطراز الأول، وليس كتجربةٍ دينية، وهي بهذا الوصف جديرةٌ بالدراسة والتحليل، كما كان اعتماد أقطاب التصوف على المجاز والتأويل، بدايةً مِن تأويل القرآن منهجًا جديدًا، ساعدَ على الانفتاح والانعتاق من اللغة العادية، وإتاحة أفق إبداعي أرحب، يستطيع الصوفي به مجاراةَ طبيعةِ تجربة عصية على الكبح، إذ يُعتبر مِن أهم آليات اللغة الدينية.
إن إشكالية اللغة هي التي حَدَت بالمتصوفة إلى تفجير طاقات اللغة، وعدم الاكتفاء بكونها أداة، بل باعتبارها خالِقةً للمعنى، فالشاعر يفكر باللغة، وفي اللغة، وبالنسبة إلى النص القرآني وَاجَهتهم مشكلة الظاهر والباطن، فاستعانوا بطاقات اللغة المجازية والتأويلية والرمزية، وانطلق الرمز عند ابن عربي إلى أفق أرحب وجَعل لكل شيء ظاهرًا وباطنًا، وفي تفسيره للقرآن، وتأويلِه للشعر، استعان بالخيال، وأوجَد لغةً جديدة من خلال الإضافة، وأعلى مِن قيمة الرمز عامةً، والرمز الأنثوي خاصةً.
ولقد أرجعت الاتجاهاتُ النقدية الحديثة مقاربةَ النص الأدبي إلى معايشة النص والتحاور معه، وليس بفرض منهجٍ معيَّن على النص، ونحن بدراستنا لقضية توظيف الرمز الأنثوي في الشعر الصوفي الأندلسي، حاولنا قدْرَ استطاعتنا فِعل ذلك لكي نجعل النص الصوفي يقول لنا ويفصِح عن نفسه دون فرض فكرةٍ مسبقة. نحاول مقاربةَ النص الصوفي، لمعرفة كيفية توظيف رمز الأنثى في الشعر الصوفي عامة، ثم في الشعر الصوفي الأندلسي خاصة، ولمعرفة كيف تم توظيفه، ولماذا، واقفين أمام آليات التوظيف، ومدى قدرة الرمز الأنثوي في الشعر الصوفي الأندلسي على أن يعبِّر عن تجربة روحية ذوقية منفلتة، عصية على الضبط، محاولين الإجابة عن كل تساؤلٍ مَطروح، كيف وظَّف شعراء التصوف الرمزَ؟ وكيف كان الرمز الأنثوي هو النموذج الأمثل للتعبير عن هذه الفكرة في الشعر الصوفي؟ وما العوامل التي جعلته جديرًا بالاضطلاع بهذه المهمة؟ وهل استخدم آلياتٍ أخرى؟ وما دور التصوف الفلسفي في توظيف الرمز الأنثوي؟ والإجابات التي توصلت إليها الرسالة من خلال نتائجها:
فظَهرت دراسات عدة تناولت هذا النتاجَ الأدبي الصوفي، مُخرِجةً إياه بعيدًا عن حدود النظرة الدينية، باعتباره نتاجًا أدبيًّا لتجربةٍ دينية، ودراستُنا هذه تزعم التركيزَ على الرمز الشعري في هذه التجربة، كتجربةٍ إبداعية أدبية من الطراز الأول، وليس كتجربةٍ دينية، وهي بهذا الوصف جديرةٌ بالدراسة والتحليل، كما كان اعتماد أقطاب التصوف على المجاز والتأويل، بدايةً مِن تأويل القرآن منهجًا جديدًا، ساعدَ على الانفتاح والانعتاق من اللغة العادية، وإتاحة أفق إبداعي أرحب، يستطيع الصوفي به مجاراةَ طبيعةِ تجربة عصية على الكبح، إذ يُعتبر مِن أهم آليات اللغة الدينية.
إن إشكالية اللغة هي التي حَدَت بالمتصوفة إلى تفجير طاقات اللغة، وعدم الاكتفاء بكونها أداة، بل باعتبارها خالِقةً للمعنى، فالشاعر يفكر باللغة، وفي اللغة، وبالنسبة إلى النص القرآني وَاجَهتهم مشكلة الظاهر والباطن، فاستعانوا بطاقات اللغة المجازية والتأويلية والرمزية، وانطلق الرمز عند ابن عربي إلى أفق أرحب وجَعل لكل شيء ظاهرًا وباطنًا، وفي تفسيره للقرآن، وتأويلِه للشعر، استعان بالخيال، وأوجَد لغةً جديدة من خلال الإضافة، وأعلى مِن قيمة الرمز عامةً، والرمز الأنثوي خاصةً.
ولقد أرجعت الاتجاهاتُ النقدية الحديثة مقاربةَ النص الأدبي إلى معايشة النص والتحاور معه، وليس بفرض منهجٍ معيَّن على النص، ونحن بدراستنا لقضية توظيف الرمز الأنثوي في الشعر الصوفي الأندلسي، حاولنا قدْرَ استطاعتنا فِعل ذلك لكي نجعل النص الصوفي يقول لنا ويفصِح عن نفسه دون فرض فكرةٍ مسبقة. نحاول مقاربةَ النص الصوفي، لمعرفة كيفية توظيف رمز الأنثى في الشعر الصوفي عامة، ثم في الشعر الصوفي الأندلسي خاصة، ولمعرفة كيف تم توظيفه، ولماذا، واقفين أمام آليات التوظيف، ومدى قدرة الرمز الأنثوي في الشعر الصوفي الأندلسي على أن يعبِّر عن تجربة روحية ذوقية منفلتة، عصية على الضبط، محاولين الإجابة عن كل تساؤلٍ مَطروح، كيف وظَّف شعراء التصوف الرمزَ؟ وكيف كان الرمز الأنثوي هو النموذج الأمثل للتعبير عن هذه الفكرة في الشعر الصوفي؟ وما العوامل التي جعلته جديرًا بالاضطلاع بهذه المهمة؟ وهل استخدم آلياتٍ أخرى؟ وما دور التصوف الفلسفي في توظيف الرمز الأنثوي؟ والإجابات التي توصلت إليها الرسالة من خلال نتائجها:
Other data
| Title | توظيف الرمز الأنثوي في الشِّعر الصوفي الأندلسي | Other Titles | The Employment of the Female Symbol in Andalusian Sufi Poetry | Authors | همت مصطفى كامل | Issue Date | 2019 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.