دور التعليم في تكوين القوة الناعمة المصرية المرتبطة بتطور سياساتها القومية

بسمة مصطفى محمد حلمى;

Abstract


قبل ثلاث عقود، برزت العديد من المفاهيم والأدبيات والمصطلحات الجديدة، غيرت الكثير من الرؤى والأفكار والسلوكيات والأنماط التي استمرت لعقود طويلة، وكانت القوة الناعمة هي أحد أهم تلك المفاهيم الحديثة، التى انضمت إلى قاموس الصراعات والحروب الدولية، وهي تعني القدرة على تحقيق الأهداف عن طريق الجاذبية، بدلاً من الإرغام والترهيب أو دفع الأموال.
"القوة الناعمة" هنا هى الميراث الحضاري الكامن فى شرايين المؤسسات الرئيسية، وتحديداً فى القدرة على التأثير فى الآخر بالجهد والعمل، وقبل ذلك بالفكرة الواضحة، وبالرسالة التى تحلل قوة الدولة، وعلى مصر أن تعيد إحياء القوة الناعمة، لتقديم نفسها إلى العالم والمنطقة بصورة جديدة، ولابد أن نفكر فى جوانب القوة والضعف فى مؤسسات الدولة.
وقد أصبح التعليم من أهم أشكال القوة الناعمة، التي تستخدمها الدول في تحقيق مصالحها القومية، والمنافسة على الساحة الدولية في مختلف المجالات، وطرح نماذج للتنمية ذات جاذبية، ذلك من خلال نظام تعليمي متطور، يستجيب لمتطلبات مجتمع المعرفة، وارتبط بزوغ القوة الناعمة المصرية في العصر الحديث، بمشروع مصر الحديثة، حيث كان نظام التعليم في عهد محمد علي والخديوي إسماعيل، هو الأساس الذي استمدت منه تأثيرها في محيطها الإقليمي العربي، بانفتاحها الفكري والثقافي، وتفاعلت كل الحضارات على أرضها، وكانت البعثات التعليمية المصرية، في مختلف أنواع التعليم ومراحلة، هي المقدمة للحديث في معظم الدول العربية، والتي لا يزال تأثيرها واضحاً في معظم هذه الدول.
وقد انتهج النظام في العقود الثلاث الماضية، منحى التركيز على الشأن الداخلي، وتم عزل مصر عن محيطها العربي، وعندما عادت العلاقات العربية لمسارها مرة أخرى، كانت هناك قوى جديدة، تريد أن تقوم بأدوار على الساحة، ومع تراجع الريادة وتعثر سياسة التنمية، تراجع الدور المصري في محيطه العربي.
ولذا، فإن قضية التعليم في مصر بل والوطن العربي، تعتبر قضية أمن قومي عربي، فبدون اتخاذ إجراءات جادة وحاسمة، بشأن تقليص فجوة الجهل التي تفصلنا عن العالم المتقدم، فلن يكون للعرب دور في مسيرة الحضارة.

قضية الدراسة وتساؤلاتها:-
ثمة علاقة قوية بين السياسة والتربية، ومنذ تحليل "أفلاطون" المبكر، فإن المساران يتداخلان ويتأثران ببعضهما البعض، وإذا كانت سياسة مصر القومية منذ ثلاثينيات القرن الماضي (مرحلة الاستقلال الشكلي)، وحتي اليوم، قد مرت بمراحل متباينة بشأن علاقة مصر وتأثيرها في محيطها العربي، فإن صعود وهبوط النفوذ الثقافي والتعليمي المصري خلال تلك الفترات، قد شهد بالمثل هذا الاختلاف.
ويعد مفهوم "القوة الناعمة" أحد أدوات تعزيز مكانة الدول، وامتداد شعاعها إلى الخارج، عبر جاذبية النموذج الذي تقدمه، وحيث يعد التعليم في مقدمة مكونات القوة الناعمة، بجانب الثقافة والإعلام والإبداع والسياحة وغيرها، وكان لمصر تأثيرات علمية وثقافية بعيدة المدى، حيث كان المركز التعليمي والفكري والإعلامي في العالم العربي لفترة طويلة، وأُعير منها المعلمون وأساتذة الجامعات لدول الجزيرة العربية، بشكل كفل نفوذا مصريا في تلك الدائرة لعقود طويلة، وقد جرى


Other data

Title دور التعليم في تكوين القوة الناعمة المصرية المرتبطة بتطور سياساتها القومية
Other Titles The role of education in forming the Egyptian soft power related to the development of its national policies
Authors بسمة مصطفى محمد حلمى
Issue Date 2021

Attached Files

File SizeFormat
BB7485.pdf1.05 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 3 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.