الشعر المصري الحديث في ستينيات القرن العشرين (دراسة سيميولوجية)

Abstract

عاصر جيل شعراء الستينيات العديد من الأحداث الكبرى، والمؤثرات العظمى التي أثرت في وجدانهم وانطبعت في أذهانهم؛ ومن ثمَّ كان لها الأثرُ الأكبر في شعرهم، مُتأثِّرين باندلاع الحرب العالمية الثانية وما ارتبط بها من دمار، إضافةً إلى انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة التي لم تكن معروفةً من قَبلُ، كوباء الكوليرا الذي أزهق أرواح الآلاف من البشر؛ وما حملته فترة ما بعد الحرب العالمية من روح القومية والوطنية التي اشتعلت في النفوس، فألهبت ثورات التحرر في الأقطار العربية، وما واكبها من حركات التحرُّر العربي من نِير المستعمر الأوروبي، كثورة يوليو في مصر، وثورات كل من العراق وسوريا وليبيا وتونس والجزائر وغيرها من الثورات العربية، وحركات التحرر العربي. ومن الأحداث الكبرى التي عاصرها هؤلاء الشعراء حرب عام 1948م وقيام الكيان الصهيونيِّ ونكبة فلسطين واغتصاب القدس، وما تلاها من أحداث الصراع العربي الإسرائيلي، وحرب 1967م، وحرب أكتوبر عام 1973م، فضلًا عن الأثر الاجتماعي والتغيرات الطبقية التي أدت إليها هذه الأحداث السياسية والمتغيرات الاجتماعية، والرغبة في تحديث الإنتاج الأدبي، وإيجاد نصٍّ أدبي شعري أكثر حداثية وتواصلًا مع القارئ العربي الجديد الذي يحمل بين طيَّاته الحماسةَ لمستقبل وأُفق أرحب. كان ذلك دافعًا لي للبحث في دراسة الشعر المصري الحديث في هذه الفترة – ستينيات القرن الماضي – للوقوف على خصائصه وسِماته، وعلى أوجه التعبير والطاقات والانفعالات التي تضمَّنها شعر هذه الفترة، مستفيدًا في ذلك من منهج «السيميولوجيا»، نظرًا لما يتمتع به المنهج السيميولوجي من تعاملٍ منهجيٍّ مع العلامة اللغوية، ومع سياقاتها وأنساقها، وهو ما يتيح للبحث إمكانية الوقوف على أنماط وأغراض وأوجه التجديد الشعري من ناحية، وإسهامات وأفق شعراء فترة الستينيات، وعلى هذا تحدَّد الموضوع بأنه: «الشعر المصري الحديث في ستينيات القرن الماضي.. دراسة سيميولوجية»، أهدفُ فيهِ إلى استِقراءِ وتَحليلِ الشِعرِ المِصري الحَديث في فترةِ الستينيات عندَ نماذج مختارة باستخدام منهج السيميولوجيا.