صراع الأنــــــا والآخـــــر في مسرحيات مختارة للكاتبين "إدواردو دي فيليبو" و"داريو فو" دراسة موازنة في ضوء المنهج النفسي

Abstract

إن عالم المسرح الإيطالي الحديث يتناول مفهوم «الإنسانية» بعدد من المفاهيم المركبة، شديدة التعقيد، المشتملة على مفاهيم فرعية وتصورات عامة منها صراع «الأنا والآخر» وعندما يتم نقل هذا الصراع على خشبة المسرح، فنحن بصدد دراسة كل من النص الأدبي والعرض المسرحي، كذلك الغوص في أعماق طبائع الشخصيات التي تتجسد أدبياً وفنياً وتحليلها نفسيا للكشف عن شبكة العلاقات التي تدور في إطار اجتماعي أَسري في أعمال مسرحية مختارة للكاتبين "إدواردو دى فيليبو" و"داريو فو" و كل منهما ينتمي إلى مدينة إيطالية مختلفة وإلى فترة زمنية مختلفة تاريخياً وفكرياً.

ترجع أهمية هذه الدراسة الموازنة إلى تناول مسرحيات مختارة للكاتبين للوقوف على التحليل النفسي للصراع الواقع بين الأنا والآخر، إذن ينصب موضوع البحث حول تحليل "الأنا" الذي يتجسد في شكل شخصيات ذات أبعاد نفسية متعددة، كذلك تحليل "الآخر" الذي يتمثل كشبح يطارد الفرد فتارة يكون داخل أسرته، وتارة يكون المجتمع ذاته و من ثم يعرقل إمكانية تواصل الفرد مع البيئة المحيطة، وهنا نجد اختلاف ردود الأفعال طبقاً لطبيعة الشخصية. مما لا شك فيه أنه ليس من السهل تحديد نقاط يتلاقى فيها كاتبان مسرحيان ينتميان إلى مدن إيطالية مختلفة وكذلك حقب تاريخية وأدبية مختلفة: فإدواردو دى فيليبو كاتب مسرحي من نابولي يميل إلى طرح شخصيات انعزالية منكسرة كشخصيات مسرح بيرانديللو على غرار فترة تأثير دراسات فرويد في التحليل النفسي على المسرح، أما "داريو فو" فيطرح شخصيات منفتحة على العالم لتواجهه بطرق انبساطية متخذة من المسرح سلاحاً للمواجهة. لذلك فإن نتائج هذه الدراسة تطرح منظوراً جديدًا لتحليل أعمال الكاتبين في ضوء المنهج النفسي بالاستعانة بنظريات تحليل "الأنا" وسلوك الفرد التي ظهرت حديثاً بعد مرحلة الفرويديين الجدد. فإن كان "فرويد" قد كشف عن طبيعة الغرائز الإنسانية وطرق إشباعها في اللاشعور، فإن "يونج" أضاف تحليله لطبيعة الشخصية ذاتها وقسمها إلى فئتين: الانبساطية والانطوائية والتي تندرج تحتها تصنيفات عدة، كما عرّف يونج الفن السيكولوجي بوصفه يتعامل مع خبرات الحياة وموضوعات الأسرة والبيئة المحيطة.