التقييم الاجتماعي والبيئي للمشروعات الصغيرة في واحة سيوه (دراسة مقارنة بين الذكور والإناث)

Abstract

استحوذت قضية التنمية على إهتمام العلماء والمفكرين وأصبحت البرامج والخطط الإنمائية هي القاسم المشترك في مختلف نواحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ببلدان العالم منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، حيث تعد التنمية الوسيلة المثلى لتحقيق حياة أفضل للمجتمعات ومستوى معيشة أفضل للأفراد ونقطة بداية لتحرير الطاقات، لذلك نجد أن كثير من الدول بدأ في الاهتمام بالمشروعات الصغيرة كأحد الحلول لدفع عملية التنمية حيث تحتل قضية المشروعات الصغيرة إهتمام الكثير من دول العالم بالرغم من التباين الواضح في اقتصاد هذه الدول، ففي الدول المتقدمة تلعب المشروعات الصغيرة دوراً حيوياً في التنمية الإقتصادية فهي تمثل أكثر من 96% من المشروعات في هذه الدول وتسهم بنحو60% من ناتجها المحلى الإجمالي، حيث تشير تجارب مختلف الدول خلال الفترة السابقة إلى أن المشروعات الصغيرة توفر نسبة كبيرة من حجم الوظائف كما تساهم في إجمالي الناتج القومي والتي يعمل بها إجمالي القوى العاملة. وفي المجتمع المصري تعد المشروعات الصغيرة حل للمشكلات الكبيرة التي ظهرت في المجتمع نتيجة لسوء التوزيع السكاني والتوسع في استخدام التكنولوجيا واستخدام المكينة الزراعية، وفى ظل هذه الظروف قامت الدولة بتشجيع إقامة المشروعات التنموية في المجتمعات الريفية والحضرية على حد سواء وذلك لتحقيق تقدم ذلك المجتمع. وحيث أن الصحراء لم تحظى بالإهتمام الكافي من قبل الدولة في الفترة السابقة، حيث إتجهت الحكومات المتعاقبة إلى محاولة تعميرها وإنشاء مراكز سكانية جديدة تعمل كمناطق جذب سكاني لتخفيف الضغط السكاني على وادى النيل من جهة، وإضافة مساحات زراعية جديدة من جهة أخري، بالإضافة إلي إستثمار الثروات المعدنية بالصحراء وتشجيع إقامة المشروعات الصغيرة والكبيرة بها، وذلك بهدف تخفيف حدة البطالة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المتعطلين، الأمر الذى يترتب عليه في النهاية رفع مستوى معيشة الأفراد وزيادة الدخل القومي. وهناك العديد من الجهود التي تقوم بها الدولة في محافظة مطروح بصفة عامة لتخفيف المعاناة عن سكان تلك المنطقة بالتعاون مع العديد من المنظمات والهيئات المحلية والدولية وذلك بضخ إستثمارات ومشروعات خدمية لسكان المنطقة بالإضافة إلي توفير العديد من فرص امتلاك المشروعات الصغيرة وخاصة في واحة سيوه لأن الواحة أحد أهم مناطق واحات الصحراء الغربية والتي تتمتع بإمكانات تنموية هائلة لما تملكه من ثروات طبيعية متمثلة في الأراضي المنزرعة والقابلة للإستزراع وتوافر المياه الجوفية وتدفقها الطبيعي في العيون والآبار بالواحة، كما يعد النشاط الزراعي أحد أهم الأنشطة الرئيسية بالواحة، حيث يعتمد بصفة أساسية على زراعة النخيل والزيتون ويستوعب معظم سكان الواحة، الأمر الذى أدى إلى زيادة اهتمام سكان الواحة بالصناعات الصغيرة القائمة على المنتج الزراعي ومخلفاته بالواحة وكذلك وجود العديد من الجهود التنموية التي تهدف إلى تشجيع إقامة المشروعات الصغيرة بالواحة من خلال الإستفادة من الموارد الطبيعية بها والتي تعود بالنفع على السكان المحليين بها لتحسين سبل العيش لهم ورفع مستوى معيشتهم، لما في ذلك من دور فعال في دفع عجلة التنمية بالواحة .