معالجة قضايا إساءة الطفل بالبرامج التليفزيونية بالفضائيات وعلاقتها بالضغوط النفسية لدي المراهقين

Abstract

تسهم البرامج التليفزيونية في إثراء النقاش الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني حول مختلف القضايا التي تهتم بالموضوع محل النقاش، وتشكل الحوارات مرجعاً يمكن الوثوق به في بعض القضايا التي تمس شرائح واسعة من المجتمع. ومن القضايا التي تتناولها البرامج التليفزيونية قضايا إساءة معاملة الأطفال فبالرغم من اهتمام العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية بحقوق الطفل، وكذلك الانجازات التي حققتها في مجالات الخدمات الصحية والالتفات إلي مشكلات الأطفال في الظروف الصعبة (الأطفال العاملين دون السن القانوني، أطفال الشوارع ، الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة )، إلا أن هناك العديد من المشكلات التي مازال الأطفال يعانون منها، ولعل أهمها مشكله إساءة معامله الأطفالchild abuse ، والتي تعد واحدة من أخطر الظواهر التي تجتاح أي مجتمع من المجتمعات، وتتمثل في حالات الإيذاء والإهمال التي يتعرّض لها الأطفال دون سن 18 سنة، وتشير هذه الظاهرة إلي مجموعة من التعديات علي الأطفال داخل الأسرة أو خارجها سواء كانت هذه التعديات أدبية كالضرب أو إلحاق الأذى والضرر المبرح وإحداث جروح وعاهات وإصابات أو كانت أذي نفسيا مثل تخويف الطفل وإرهابه أو إهماله. أولاً: مشكلة الدراسة : لاحظت الباحثة من خلال متابعة البرامج التليفزيونية التي تُعرض بالقنوات الفضائية الكثير من الحلقات التي تتناول قضايا إساءة معاملة الأطفال وذلك من خلال عرض حوادث تمارس ضدّ الأطفال وصغار السّنّ، سواء كان ذلك في الأسرة الواحدة من قبل الوالدين أو الأخ، أو تكون تلك الحوادث من خارج الأسرة ضمن نطاق المجتمع وتتمثل هذه الحوادث في الإيذاء الجسدي و العاطفي و الجنسي والإهمال والاستخفاف والاستغلال التجاري، حيث عرضت تلك البرامج العديد من الحلقات التي تناولت الاعتداء الجسدي علي الأطفال وما يتعرض له الطفل من ضرب مبرح وحروق، واعتداء جنسي علي الطفل من قبل الوالد أو احد المقربين إليه، أو إهمال الأطفال وطردهم من المنزل مما يجعل الطفل عرضه للكثير من الأخطار، لذا رأت الباحثة أنّ عرض مثل هذه الحلقات التي تعرض أشكالا وصورا لإساءة معاملة الأطفال من الممكن أن يكون لها عواقب وخيمة وآثار سيّئة على نفسيّة الأطفال الذين يشاهدونها لأنها قد تسبب لهم العديد من الضغوط النفسية.