تأثير المؤسسات الدينية على قيم الانتماء لدى الشباب

Abstract

انتشرت منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية فى العقود الأخيرة وأصبح لها دور قوى وفعال داخل المجتمع المصرى، بل أصبحت شريكًا أساسيًا فى عملية التنمية داخل المجتمع. فقد باتت تساند الدولة فى توفير احتياجات المواطنين الأساسية. فكانت بداية تلك الجمعيات فى أواخر القرن التاسع عشر مع ظهور الجمعيات الأهلية التابعة للجاليات الأجنبية والتي كان الهدف من إنشائها مساعدة ورعاية غير القادرين وتقديم الخدمات لهم، فقد تأسست اول جمعية أهلية سنة 1821 وهى "الجمعية اليونانية بالإسكندرية"، والتي كانت تهتم بمساعدة الغير قادرين. ثم توالى بعد ذلك إنشاء العديد من الجمعيات الأهلية منها الثقافية والعلمية. حتى تم إنشاء الجمعيات الأهلية الدينية، فتأسست الجمعية الأهلية الإسلامية عام 1878 وهى "الجمعية الخيرية الإسلامية"، كما تأسست الجمعية الأهلية المسيحية عام 1881 وهى "جمعية المساعى الخيرية القبطية"، وكان الهدف من إنشاء تلك الجمعيات هو بث روح المواطنة ونبذ العنف والتعصب، إلى جانب تقديم المساعدات المادية والاجتماعية لأفراد المجتمع. وتوالى بعد ذلك إنشاء الجمعيات الأهلية الدينية الإسلامية والمسيحية، وزاد دورها فى تقديم الخدمات الاجتماعية. وخاصة مع تراجع دور المؤسسات الخدمية للدولة فى تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. وقد جاء تراجع المؤسسات الخدمية للدولة عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين نتيجة للعديد من الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها الى تزايد أدوار الجمعيات الأهلية خاصة الدينية منها. وتقوم الجمعيات الأهلية الدينية بتقديم تلك الخدمات من مبدأ مساعدة الغير التي تحث عليه جميع الاديان. فقامت ببناء المستشفيات والمدارس ومساعدة غير القادرين، مما أدى الى لجوء المواطنين الى تلك المؤسسات لتلقى احتياجاتهم، الأمر الذى ترك أثره الواضح على طبيعة علاقة أفراد المجتمع خاصة الشباب بمؤسسات الدولة من جهة والمؤسسات الدينية المتمثلة فى الجامع والكنيسة من جهة أخرى. ومن هنا تأتى مشكلة الدراسة فى معرفة الأثار الناتجة عن تقديم المؤسسات الدينية للخدمات الاجتماعية للمواطنين خاصة الشباب على قيم الانتماء لديهم.