تعظيم الاستفادة من دور الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القضاء على الفقر (بالاستعانة بالتجربة الهندية)

Abstract

لا شك أن التطور السريع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم بشكل عام وللدول النامية بشكل خاص يؤثر في حياة الفقراء وأصحاب الدخول الضعيفة وذلك لما تشير إليه الإحصاءات من حيث ازدياد عدد المستخدمين للاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، خاصة الهواتف المحمولة والذكية، التي تقدم خدمات كثيرة ومتنوعة أخرى غير الخدمة الأساسية، وهي تعزيز الاتصالات بشكل أسرع نظرا للتطبيقات الحديثة التي يتم تطويرها يوما بعد يوم. ويعد الإنفاق على التكنولوجيا في جميع القطاعات عاملا مؤثرا لتطوير مهارات المستخدمين والوصول إلى غير المستخدمين من المهمشين والفقراء، وقد أجريت عدد من الدراسات الحديثة لقياس أثر استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة من جانب الفقراء على الدخل الخاص بهم، خاصة في دولة مثل الهند، وقد أتت بأدلة تؤيد رفع مستوى دخول الفقراء من المزارعين والصيادين وغيرهم نتيجة استخدام وسائل الاتصال الحديثة استخدامات أخرى غير الاستخدامات الأساسية؛ مثل: تحويل الأموال من بلد لأخرى، واستخدام وسائل الاتصالات في العمل من المنزل، وفتح أسواق إلكترونية حديثة التي وفرت العديد من فرص العمل عبر شبكة الإنترنت وخدمات التعهيد التي تقدم للعمل عن بعد وغيرها من الاستخدامات التي تحسن من مستوى الدخل. وقد كان القضاء على الفقر من أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها وأقرتها الأمم المتحدة في مؤتمر عام 2015، وتقرر فيه هدف خفض عدد من يعيشون تحت خط الفقر العالمي إلى النصف، ومع أن هذه القرارات غير ملزمة للدول النامية إلا أن العديد من الدول أقرت العمل على الخطة المعلنة للعمل على تحقيق هذا الهدف والوصول إلى معدلات فقر منخفضة حتى عام 2030.