الْكَمَالِيَّة العصابية وَعَلاقَتُهَا بِصُورَة الْجِسْم لَدَى عَيْنُهُ مِنْ الْمُرَاهِقَات ذَوَات اضْطِرَابٌات الأكْل

Abstract

تعد مرحلة المراهقة من المراحل الفارقة فى نمو الإنسان فالبعض يطلق عليها الميلاد الجديد وذلك لما يرافقها من تغيرات فسيولوجية وانفعالية واجتماعية ، كما تشكل الخبرات التى يتعرض لها المراهق حجر الزاوية فى تكوين هويته الشخصية ولاسيما الفتيات كونها ترتبط بشكل كبير بكلاً من التغيرات الفسيولوجية والجسمية السريعة والتى تجعل الفتيات مدركات بشكل كبير لمظهرهن من خلال التغيرات الجسمية الطارئة علية مما يزد من مشاعر الارتباك والرهبة لديهن بالشكل الذى قد يصلن معه إلى التعبير بشكل سلبى عن الذات الجسمية لديهن فيقعن فى اضطرابات عديدة منها اضطراب الأكل، فأصبحت اضطرابات الأكل من ضمن أمراض العصر المنتشرة بشكل كبير وواضح يصيب فئة واسعة من المراهقين والراشدين خاصة الإناث وذلك تماشيا مع موجة النحافة العالمية التى يقدمها الإعلام من خلال البرامج التلفزيونية والمجلات والمواقع الإلكترونية والتى تشير إلى أن النحافة والرشاقة هى المقياس الأول للجمال والكمال الجسدى. (فاطمة خلف،278:2011) وقد أشارت نتائج دراسة كلاً من Mansfield Tara (2012)، ودراسة Lavoie, Sarah Catherine (2014) أن العقود الأخيرة قد أظهرت معدلات الزيادة فى عدد المصابين بهذا المرض خاصة فى سنوات المراهقة التى تبدأ ما بين (14-18) عام ، إذاً فالمصابون بهذا الاضطراب لا يفقدون شهيتهم بل يجاهدون عمداً لكبحها لأنهم متخوفون من زيادة الوزن ومقتنعون أنهم بدينون حتى وإن كانوا عكس ذلك وبالتالى هم يجوعون أنفسهم حتى يصلوا إلى هذا الجسد المهدد بخطر الموت (احمد سليمان،2:2009). فاضطرابات الأكل من الاضطرابات التى تتسم باهتمام شديد بصورة الجسم ومحاولات تجنب زيادة الوزن وذلك بالعزوف عن الطعام أو الامتناع عنه بغرض الرشاقة (إيهاب الببلاوى،2002:1)، وتعد صورة الجسم من المصادر الحيوية فى تشكيل مفهوم المراهق لذاته والتى تتضمن بنية الجسم ومظهرة وحجم وطول الجسم وتناسقه وملامحه والتى لها تأثير فى رؤية المراهق لنفسه من ناحية القبول والرضا والتقدير والاستحسان (حنان إبراهيم،2:2009).