برنامج إرشادي لرفع كفاءة المواجهة وأثره على تقدير الذات لدى عينة من المعلمات المطلقات بدولة الكويت

Abstract

تعتبر مسألة الطلاق من أعظم المسائل التي عمت بها البلوى في هذا العصر, حيث أصبحت مشكلة العصر عند الكثير من الأمم, لأنها مشكلة تهدد المجتمع بأسره, فضلا عن الأسرة التي تًعد الخلية الأولى أو اللبنة الأولى في صرح المجتمع برمته, وأصبح الطلاق حالة حقيقية واقعة ومؤلمة مع مطلع الألفية الثالثة, وباتت مشكلة مهمة لا بد أن تحل. ويًعد الطلاق من الظواهر التي تمتاز بطابع الخصوصية رغم أن تأثيرها يتعدى الفرد ليشمل المجتمع، فأطراف العلاقة المتضررون من الطلاق يلحق بهم الأذى المعنوي والمادي مدة طويلة, مما يترتب عليه خلل في العلاقة الشخصية والأسرية والاجتماعية, فقد أضحت هذه الظاهرة مشكلة واضحة في مجتمعاتنا, تؤرق حياتنا وتغذي الشقاق بيننا وتمزق نسيج بنائنا الاجتماعي, وتجعل منا أناساً عدميين يمتطون صهوة عقلية تجذرت فيها ذكورة متسلطة أقل بريقها بإعلان الطلاق. كما أن تقدير الذات يشير إلى نظرة الفرد الإيجابية لنفسه، بمعنى أن ينظر الفرد إلى ذاته نظرة عالية تتضمن الثقة بالنفس بدرجة كافية، كما تتضمن إحساس الفرد بكفاءته وجدارته واستعداده لتقبل الخبرات الجديدة, وبصفة عامة يرتبط تقدير الذات بالسلوك الذي يعبر عن النمو أكثر مما يعبر عن الدفاع، كما يعبر عن ذلك أصحاب التوجه الإنساني في علم النفس. وإذا كنا بصدد وجود علاج للآثار النفسية السلبية التي تتعرض لها المطلقات جراء طلاقها، فإننا بحاجة إلى رفع كفاءة المواجهة وتقدير الذات لديهن. وذلك من خلال إعداد برامج إرشادية تساعدهن على التأقلم مع هذا الحدث الضاغط بشكل إيجابي، بحيث يمكنهم هذا التأقلم من تجاوز هذا الحدث دون أية خسائر. وفي حدود علم الباحث لا توجد دراسة عربية هدفت إلى قياس فاعلية برنامج ارشادي لرفع كفاءة المواجهة وأثره على تقدير الذات لدى المعلمات المطلقات بدولة الكويت، ونظراً لخطورة الاثار النفسية السلبية للطلاق على المطلقات بشكل عام والمطلقات من المعلمات بشكل خاص، وما يمكن أن تؤديه الحالة النفسية المضطربة للمعلمات المطلقات من أضرار على تربية النشأ من أبنائنا؛ فإن ذلك يفرض علينا ضرورة الاهتمام بإعداد برامج ارشادية لهن لمساعدتهن على القيام بدورهن المنشود على أكمل وجه.