الزمان بين آينشتاين وبرجسون

Abstract

يُعد مفهوم "الزمان" أحد المفاهيم المهمة؛ ليس في تاريخ الفكر العلمي والفلسفي فحسب؛ إنما في فكرنا المعاصر على وجه الخصوص؛ فقد اسْتُهِل القرن العشرين بتغير جذري لمفهومنا عن "الزمان"؛ وذلك بظهور زمان "آينشتاين" النسبي. وتكمن أهمية الدراسة في التوقف على الحقائق والنظريات الفيزيائية التي يقوم عليها مفهوم "آينشتاين" للزمان النسبي؛ وإيجاد علاقات الاختلاف والاتفاق بين هذا المفهوم والمفهوم الفلسفي للزمان بشكل عام. وتكمن أيضا في استعراض ما قدمته "البرجسونية" لمفهوم "الزمان النسبي" من نقد يعد الأهم من بين ما قدم "لنظرية النسبية" من انتقادات، وتأثير هذا النقد على مفهوم "الزمان" في الفكر الفلسفي المعاصر. وتوضيح أي من الزمانين تعده الفلسفة زمانا حقيقيا؛ أهو "الزمان الفيزيائي"- مطلقا كان أو نسبيا؛ أم هو "الزمان الحدسي" "السيكولوجي"؛ وكيف ارتبط المفهومان بالمفاهيم الفلسفية والعلمية القديمة للزمان والمكان؛ وكيف اختلفا أيضا. وأي من المفهومين قد واصل التطور وتم تعضيده بواسطة التنظير الفلسفي، والتحقق التجريبي. كما توضح الدراسة دور مفهوم "الزمان النسبي" في فلسفة وفيزياء اليوم. وأخيرا توضيح نقاط الإختلاف والاشتراك بين "الديمومة" و"الزمكان"؛ وبين وجهات نظر كل من "آينشتاين" و"برجسون" حول المفاهيم الأساسية للفلسفة والفيزياء. في "الفصل الأول، "الجذور التاريخية لمفهوم الزمان" نحاول فهم التصور الفلسفي القديم لنشأة الكون؛ من خلال تتبع المفهوم الفلسفي للزمان والمكان والحركة والمادة والوجود والعلة... وغيرها من المفاهيم التي تشترك في توضيح معنى "الزمان الفيزيائي"؛ منذ أن وردت هذه المعاني كقوى مشخصة في "الأساطير الإغريقية"، ثم كمفاهيم محددة في نظريات "الزمان" للفلاسفة قبل سقراط، وسنذكر في هذا الصدد: طاليس، وانكسمانس، وانكسمندريس، وهيراقليطس، والفيثاغوريون، وبارمنيدس، وزينون الإيلي. ثم أفلاطون، وأرسطو، والرواقيين، وأفلوطين. ثم نماذج من نظريات "الزمان" في العصر الوسيط كنظريات القديس أوغسطين، والقديس توما الأكويني، وابن سينا. ثم نظريات العصر الحديث في "الزمان"، كنظريات ديكارت، ونيوتن، وليبنتز، وجون لوك، وهيجل. وأهمية هذا العرض هو أن نستوضح ارتباط مفهوم "الزمان الفيزيائي" بأغلب المفاهيم الفيزيائية والفلسفية؛ فبالتالي نستوضح ارتباط مفهوم "الزمان النسبي" بتطور هذه المفاهيم؛ بل وتأثيره المباشر في تخطئة أو تأييد بعضها.