نموذج لإعداد نشرة بيئية بالتليفزيون وفق أبعاد التنمية المستدامة لتنمية المسئولية البيئية لدى المشاهد

Abstract

شهد العالم خلال العقود الثلاثة الماضية إدراكاً متزايداً بأن نموذج التنمية الحالي (نموذج الحداثة) لم يعد مستداماً، بعد أن ارتبط نمط الحياة الاستهلاكي المنبثق عنه بأزمات بيئية خطيرة والكثير من المشكلات البيئية التى لا تخرج عن كونها بالدرجة الأولى سلوكيات ناتجة عن طريقة معاملة الإنسان للبيئة عن طريق الاستهلاك والإسراف، فخلّف كل هذا على البيئة بمكوناتها آثاراً مدمرة، وأخطاراً يحاول الإنسان نفسه أن يتفاداها ضماناً لبقائه على سطح الأرض. وإزاء هذا أدرك الإنسان أنه لابد أن يغير من أفعاله لإنقاذ بيئته وإنقاذ نفسه، لذا صار على الإعلام أن يقدم عملاً مخططاً ومنظماً نحو البيئة يشجع على تبنى أنماط إيجابية من السلوك تجاه البيئة. (سلوى عبد الحليم، 2002) وتشكل مجالات التعليم والتوعية البيئية فى التعليم البيئى النظامى وغير النظامى الأداة التي تحقق التنمية المستدامة، أي التنمية دون إحداث أضرار للموارد البيئية، والاستغلال الأمثل للموارد من خلال القيام بأنشطة متعددة فى ظل برامج مستمرة تسعى للتحسين المستمر والحفاظ على الموارد الطبيعية من التدهور والتدمير والاستنزاف بما يحقق الكفاءة والفاعلية فى استخدام الموارد للحفاظ على حق الأجيال القادمة وإعطائهم نفس الفرصة فى إشباع احتياجاتهم، أي تلبي احتياجات الحاضر دون الإخلال بقدرات الأجيال القادمة على تلبية احتياجتهم. (خالد قاسم، 2010، ص20) إن التنمية المستدامة تقوم على حماية قاعدة الموارد الطبيعية وتوجيه التغير التقني والمؤسسي بطريقة تضمن تحقيق واستمرار إرضاء الحاجات البشرية للأجيال الحالية والمستقبلية، وهي التنمية التي لديها القدرة على الاستمرار من خلال استراتيجية وطنية واضحة تشارك فيها كافة مؤسسات الدولة وفق منظومة تشريعية وتعليمية وإعلامية فاعلة (خالد الشرنوبى، 2016، ص 120).