اضطراب كرب ما بعد الصدمة وعلاقته بمفهوم الذات وقلق المستقبل لدى أطفال الشهداء لثورة 25 يناير (دراسة تحليلية وصفية)

Abstract

تشكل الأحداث الضاغطة والتى هى أحد أشكال المثيرات الضاغطة التى يتعرض لها الفرد خطراً كبيراً على صحة الفرد وتوازنه ، ويعد إضطراب كرب ما بعد الصدمة أكثر الإضطرابات النفسية شيوعاً فى الحروب والأزمات ، وذلك أن إنتشاره يرتبط إرتباطاً عالياً بالأفعال البشرية القاسية وغير المنطقية وغير الإنسانية ، وهو مرض نفسي تم تصنيفه من جانب جمعية الطب النفسي الأمريكي ، وبعد القلق والخوف من المستقبل إحدى المشكلات النفسية الشائعة بين أوساط الافراد المعرضون للصدمة . وقد شهدت المنطقة العربية مع نهاية عام (2010)، بداية عدد من الثورات والإنتفاضات والحركات الإجتماعية التى تراوحت بين السلمية والعنف حيث كان رد السلطة المصرية عنيفاً ثم وعوداً بالتغيير، مع وجود مزيد من الفئات الشعبية التى تنضم للمتظاهرين، وحدوث مزيد من أحداث العنف والقتل، وهناك العديد من الأٌسر التى تعرض أحد أفرادها للغياب عنها نتيجة إستشهاده فى أحداث ثورة (25) يناير، فحرمان الطفل من أسرته نتيجة لوفاة أحد الوالدين أو كليهما، يؤثر على جوانب السلوك الإجتماعي والإنفعالي للطفل وعلى مفهومه الإيجابي عن ذاته . مشكلة الدراسة :- يعتبر فقدان الأسرة لأحد أفرادها من أصعب الخبرات المؤلمة التى تواجهها خلال دورة حياتها، وخاصة إذا كان الفقد لركن أساسى كالأب أو الأم ، الذى يمثل فقد أحدهم ضغطاً نفسياً شديداً على الأسرة بكاملها و يؤثر على جوانب حياتهم المختلفة . تركز الدراسة الحالية على فقدان أحد أفراد الأسرة نتيجة أحداث ثورة (25) يناير، حيث أن فكرة الفقد أو الخسارة تؤدى الى مشاعر الحزن و التشاؤم والصدمة ، و إنتقاد الذات والهروب والتجنب ، والقلق من المستقبل ، إنطلاقاً من الأثار النفسية الكثيرة التى يمكن أن يسببها المفهوم السلبي للذات ، والشعور بالقلق من المستقبل ، وصدمة فقدان أحد الوالدين أو كليهما وخاصة لدى الأبناء فى سن الطفولة يحاول البحث الحالي الإجابة على السؤال الآتي: