استراتيجية مقترحة لتنمية الابتكار بالجامعات المصرية على ضوء أفضل الممارسات فى بعض الجامعات الأجنبية

Abstract

يشهد العالم اليوم الكثير من التحديات، مما جعل الابتكار ضرورة للمشروعات الاقتصادية والاجتماعية، حيث تقود المعرفة والأفكار العلمية عملية التحديث والتقدم، فى عالم تشكل فيه العولمة والثورة التقنية قوام الحياة. وبذلك صار الابتكار مطلباً ضرورياً لمن أراد التواجد على الساحة العالمية، حيث تنظر الدول المتقدمة للابتكار كمفتاح لتحقيق التنمية، وكحل لتحديات التقدم العلمى والتكنولوجى. وقد أصبح الابتكار مصدراً للميزة التنافسية، حيث يقود التغير الاجتماعى والاقتصادى فى القرن الحادى والعشرين، الذى يشهد نوبات كاسحة من المبتكرات العلمية والتكنولوجية. ولمواكبة هذه التغيرات أو تجاوزها، يحتاج العالم إلى كل القدرات البشرية، وأن يتعلم الشباب كيف يكونوا مبتكرين. ومع تزايد الضغوط الناشئة عن حركة المتغيرات من تطورات تقنية، وتحولات اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، تغيرت أوضاع كثير من المجتمعات والدول. وبتأثير التوجه نحو العولمة، وحركة تحرير التجارة الدولية، وتنامى قوة الشركات متعدية الجنسيات، ونشأة ظاهرة الجامعات ذات التوجه نحو العالمية (Global Universities)؛ ظهرت مشكلات جديدة يحتاج التغلب عليها إلى كل ذرة من العبقرية، والخيال، والإبداع. وصار للابتكار أجندة معترف بها فى دول كثيرة، واعتبارها ذات دور مؤثر وواضح فى النظام الاقتصادى. وقد أدركت جامعات العالم المتقدم أهمية العلاقة بينها وبين الاقتصاد، مما حفز تلك الجامعات والحكومات لزيادة برامج وموارد الجامعة، التى تؤدى إلى تسويق التكنولوجيا المطورة بواسطة الجامعة. وتتضمن هذه البرامج والموارد؛ البحث التطبيقى، وتعليم إدارة الأعمال، ونقل التكنولوجيا، وحاضنات الابتكار، وشبكات دعم وتوجيه، وتحالفات مع القطاع الصناعى. وتعرف هذه الموارد مُجتمعة باسم: "النظام البيئى للابتكار بالجامعة" UIE(University Innovation Ecosystem). وعملت الجامعات العالمية على وضع استيراتيجيات، لايجاد نظام وبيئة قوية داعمة للابتكار. فالابتكار يحدث من خلال عملية نظامية وليست خطية، وعليه فإن الاسهام الأساسى للجامعات فى تنمية الاقتصاد القائم على الابتكار، يتم من خلال الاستثمار الأمثل لنتائج بحوثها. وتهدف مصر إلى الوصول لمجتمع معرفي مبدع، ومبتكر، ومنتج للعلوم، والتكنولوجيا، والمعارف الداعمة لنموه وريادته بحلول عام 2030. ولتحقيق ذلك، ليس أمام الجامعات المصرية سوى الانطلاق إلى حلول ابتكارية، للتغلب علي تحديات التنمية فى ظل عصر العولمة والاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار، عن طريق تبنى استيراتيجيات واضحة لتمنية الابتكار، واستثمار قدراتها الابتكارية عن طريق الربط بين والابتكار، وخطط البحث والتنمية، مما يساعد مصر فى التغلب على تحديات التنمية، واحتلال مكانة متميزة إقليمياً وعالمياً.