فاعلية برنامج تدريبي لتنمية الوعي بالجسم لدى عينة من الأطفال الذاتويين

Abstract

أصبحت رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة أمرًا ملحًا تحتمه الضرورة الاجتماعية والإنسانية لكي يصبحون طاقة بناءة يمكن استغلالها والإفادة منها. وإلا فأن الإعاقة تنعكس ويصبحون عوامل هدم وتشويه؛ لذلك يجب تدعيم الثقة في قدراتهم والرعاية والاهتمام وتقبل المجتمع لهم. لذلك يعد الاهتمام بهذه الفئة ضرورة اجتماعية وتربوية ملحة وهذا يستدعي التخطيط التربوي والنفسي المناسب ويدعم التنشئة الصحيحة لهم مما يجعل الطفل يدخل المجتمع بكل ثقة في فهم أنه فرد في جماعة عليه الالتزام بمعايرها وقيهما، وتبرز محاولات التدخل بالبرامج التربوية العلاجية بتنفيذ أساليب تدريبية أو تعلمية بمهارات اجتماعية وحركية تعمل على خفض الاضطرابات السلوكية الموجودة لدى الأطفال الذين يعانون من الذاتوية وأن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هم فئة أكثر حاجة إلى البرامج التي تعمل على التنمية في المجالات والمهارات المختلفة، ويعتبر مفهوم الوعي بالجسم من المفاهيم التي تكون هذه الفئة في حاجه إلى تعلمها واكتسابه في وقت مبكر حيث يجعلهم قادرون على الإشارة وإدراك أو تسمية أي جزء من جسمه أو أجسام الآخرين كما تجعلهم على وعي بالمفاهيم المكانية المختلفة وتنمية كلا من التذكير والانتباه وذلك من خلال الصور ومن خلال الحركة والأعمال التي تساعد على الحصول انطباعات وخبرات (الخبرات الحس حركية) التي تساعد على تشكيل الوعي بالجسم. كما نجد أن الأطفال الذاتويين في حاجة إلى بعض الأنشطة والبرامج التي تنمى معرفتهم بأجسامهم والتي من شأنها أن تحقق معارف مختلفة. يرى البعض ضرورة تعليم الطفل الذاتوي وتدريبية بعدة طرق حديثة من خلال معرفة أجزاء جسمه وتنمية حواسه ومهارته الحياتية وإكسابه السلوك الاجتماعي المقبول وتنمية قدراته العملية من خلال الممارسة والمشاهدة اليومية في ضوء خصائص نمويه العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي (السيد عبدالنبي السيد، 2004). الذاتوية ليس اضطراب محددا ذات عرض معين وليس له تحاليل واختبارات محددة بل مجموعة من الأعراض والتصرفات وتختلف مددتها ونوعيتها من الطفل لآخر، كما أنها تتفاوت في الطفل نفسه وتختلف هذه الأعراض لديه بالزيادة والنقصان ومع العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت ومازالت أساليب الذاتوية مجهولة (مجدي غزال، 2007). مشكلة الدراسة: تتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي: ما فاعلية برنامج تدريبي لتنمية الوعي بالجسم لدى فئة من الأطفال الذاتويين؟ وينبثق من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الآتية: 1- هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجموعة (التجريبية) في القياسين قبل إجراءات البرنامج وبعده على مقياس الوعي بالجسم؟ 2- هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجوعتين (التجريبية والضابطة) في القياس بعد إجراءات البرنامج على مقياس الوعي بالجسم؟ 3- هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي لإجراءات البرنامج على مقياس الوعي بالجسم؟ هدف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى: الكشف عن فاعلية البرنامج التدريبي في تنمية الوعي بالجسم لدى عينة من الأطفال الذاتويين والتحقق من مدى استمرارية تأثير البرنامج في تنمية الوعي بالجسم لدى المجموعة التجريبية. أهمية الدراسة: أولاً- الأهمية النظرية: 1- تقدم الدراسة الحالية تراثًا نظريًا يوضح مفهوم الوعي بالجسم والنظريات المفسرة له كما تعمل على دراسته من الناحية السيكولوجية حيث أن أغلب الدراسات التي تناولت هذا المفهوم قامت بدراسته من منظور مجال التربية الحركية.