الأبعاد التربوية للأحكام الفقهية المتعلقة بالأطفال

Abstract

في ضوء الأزمات التربويّة المعاصرة التي تتسم بتناقض الأفكار، وسطحيتها في كثير من المواقع، يرى الباحث ضرورة العودة الى التراث التربوي الإسلامي من المدخل التحليلي الذي يتيح فهما جيدا له ولقضايا الواقع التربوي لمواجهة هذه الأزمات. ومع تصاعد موجات التغريب، واجتياح العولمة الغربية للخصوصيات الثقافية والقيمية لاسيما فيما يتعلق بالأسرة، والانتهاك لمقدسات منظومة قيمها...الأمر الذي فرض ويفرض على مؤسسات العلم والفكر والعمل الإسلامي صياغة البديل في هذا الميدان. الاهتمام بالتراث التربوي هو بمثابة حماية لهوية الأمة، يشدها الي مقوماتها الأساسية ويحقق لها الأمن الثقافي. وقد استمد الفقه الإسلامي قيمته التربوية من مصدره حيث تبلورت فيه بحق أحكام القرآن والسنة النبوية، والاجتهاد بالرأي المعتمد على روح التشريع الأصلية العامة وبه تحقق المقصد الأسمى والغاية الكبرى لهذا الدين الحنيف؛ لأن ما جاء به الإسلام من مبادئ في العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة والمعاملة المستقيمة، إنما يهدف في الحقيقة إلى تحقيق أغراض تهذيبية، تؤدي إلى تصحيح المعاملات والسلوك الاجتماعي. وقد اخترت مرحلة الطفولة دون غيرها من مراحل نمو الإنسان لدراسة الأبعاد التربوية للأحكام الفقهية المتعلقة بهذه المرحلة؛ لأنها هي المرحلة الأخطر في تكوين الإنسان-بدنيا وتربويا- حيث وصفها الله -سبحانه -في خطابه لموسى-عليه السلام- بقوله: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ (طه:35)، أطلق عليها علماء النفس اسم الفترة التكوينيَّة لأنها فترة حسَّاسة جدَّاً، حيث يكتسب الإنسان في هذه الفترة أطباعاً وعادات تبقى ملازمة له خلال فترة حياته كلِّها. ومن ثم فقد لقيت عناية ملحوظة في الشريعة الإسلامية، حيث أفرد لهم الفقهاء أبواباً خاصة، وعناوين مستقلة في كتبهم ومباحثهم الفقهية، وبينوا فيها جميع ما يتصل بهم من أحكام وحقوق. مشكلة الدراسة: إن تحليل الأحكام الفقهية واستنباط الدلالات التربوية لهذه الأحكام ونقلها من نسق المعرفة التقريرية إلى نسق المعرفة الإجرائية، يعد من أهم خطوات إعمار البناء التربوي الذي تناوبت عليه معاول التبعية، فأثرت في أسسه وزهدت في تجديده ( ). ، وهنا تكمن مشكلة الدراسة في استعراض هذه الأحكام واستنباط الدلالات التربوية التي تنم عنها. وبناء على ذلك يمكن تحديد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي: ما الأبعاد التربوية للأحكام الفقهية المتعلقة بالأطفال؟ ويتفرع عن التساؤل الرئيس التساؤلات التالية: 1- ما المقصود بالأطفال في الفقه الإسلامي، وما المقصود بالأبعاد التربوية للأحكام الفقهية المتعلقة بالأطفال؟ 2- ما الأحكام الفقهية المتعلقة بالأطفال في أبواب الفقه الإسلامي؟ 3- ما الأبعاد التربوية للأحكام الفقهية المتعلقة بالأطفال في الفقه الإسلامي؟