التجمعات البدوية ونصف البدوية في الشرق الأدنى القديم حتى نهاية عصر الانتقال الثاني

Abstract

يتناول هذا البحث القبائل البدوية ونصف البدوية في مصر وبلاد الشرق الأدني القديم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والحربية وتتبع هذا البحث علاقات البدو بجيرانهم من أهل الحضر سلماً وحرباً والنظرة التي نظر بها أهل الحضر إلى البدو، ويغطي هذا البحث الفترة الزمنية الممتدة من العصر الحجرية وحتي نهاية عصر الانتقال الثاني في مصر وما يوازيه في حضارات الشرق الأدنى القديم وكما هو واضح يغطي البحث الاطار المكاني الممتد من إيران شرقاً وحتي ليبيا غرباً ومن النوبة السفلي جنوباً حتي مصر وبلاد الشام شمالا، ولم يتوقف هذا البحث عند سرد تاريخ القبائل البدوية فقط بل تعدي إلي محاولة اكتشاف ما خلفة الأصل البدوي من أثر علي من تحولوا من حياه البداوة إلي تأسيس دول وممالك في الشرق الأدنى القديم كما سعي هذا البحث إلي تقديم رؤية عما يحكم سير التاريخ البدوي بشكل عام، وقد تناول هذا البحث مجموعات قبلية مختلفة فمن غرب مصر تناول قبائل التحنو والتمحو ومن جنوبها تناول قبائل المجموعة (أ) و (ج) ومن شمالها الشرقي تناول القبائل السامية التي هددتها هي وبلاد الشام وبالنسبة لبلاد النهرين فأسهب هذا البحث في ذكر القبائل السامية الغربية التي كان لها يد في تاريخها مثل الأكاديين والأموريين والآراميين وكذلك الأمر بالنسبة للقبائل الشرقية الجبلية مثل السوباريون والحوريون والجوتيون اللولوبيون غير متغافلاً عن القبائل الآرية الكاشية والميتانية وحتي الحيثية معتمداً علي ما ذكرته النصوص المعاصرة عنهم وما إذا كان للعصبية القبلية من أثر علي سياستهم بعد أن كونوا ممالك ودويلات في الشرق الأدنى القديم وتحضروا في كثير من جوانب حياتهم وبصفة عامة فقد حاولت قدر المستطاع التفريق بين مظاهر البداوة والحضارة في القبائل التي كونت دول وبينت اختلاف مظاهر البداوة من عرق إلي أخر مما انعكس بالضرورة عليهم بعد أن أسسوا الدول في علاقاتهم بالسكان المحليين الذين وفدوا عليهم ومدي تقبلهم للثقافة المحلية أو لفظهم لها وعلي جانب أخر بينت ما استفاده أهل الحضر من جوانب مميزة لأهل البداوة ولممالكهم التي أنشأوها.