التأثيرات الإسلامية في أعمال الفنان الفرنسي هنـــــري ماتيس

Abstract

ظل الفن الإسلامي فن تأثير وتأثر شأنه شأن كل الفنون السابقة والمعاصرة واللاحقة عليه عبر تاريخ الفن، وقد نهل الفن الإسلامي من الفنون السابقة عليه مثل الفنون الساسانية والبيزنطية والقبطية وفنون العرب قبل الإسلام، وأثر هو بدوره في فنون العالم التي كانت معاصرة له مثل الفن القبطي وفنون الغرب في العصور الوسطي سواء في العمارة أو التحف التطبيقية، وقد جاء العصر الحديث في ظل تقدم العلوم والاختراعات المختلفة مما أدى إلى تطور الفن في العصر الحديث بشكل غير مألوف لم يكن من قبل وأدى إلى وجود مدارس فنية جديدة متعاقبة، وكان الفنان هنري ماتيس من أهم الفنانين الذين كانت لهم الريادة، وهو الذي كون اتجاه فني جديد هو التعبيرية الفرنسية (الوحشية)، وقد انتقل أيضاً إلى العديد من الاتجاهات الفنية الأخرى كما يقتديه التطور والزمن، وهو الفنان الذي وجد في الفن الإسلامي هدفه في التطوير بالرجوع إلى الأصول الحقيقية للفن الإسلامي الذي لم يمت يوماً، مما دفعه إلى اقتناء التحف الفنية التي تحمل الصفات الفنية الإسلامية، ودراستها وخاصة التحف الموجودة في متحف اللوفر، والمعارض المؤقتة والتي خصصت للفن الإسلامي، وقد أكد الفنان أكثر من مرة أنه اكتشف الفن الإسلامي الذي أعطى له كل ما يريد، وكانت دراسة ماتيس للفن الإسلامي متعمقة فلم يقلده في نقل وتكرار بل درس ووصل إلى تحليل دقيق لعناصره المختلفة، فلم يقلد الزخارف الإسلامية كما هى ولكنه أعطى في أعماله ما وصل إليه من خبرة وتجربه شخصية حقيقية، والتي شهد وأشاد بها النقاد حيث وصل ماتيس إلى أدق خصائص الفن الإسلامي وتمسك بها طوال حياته التي لم يكف يوماً عن انتاج الفن حتى في فترات مرضه وشيخوخته، وتقتني العديد من متاحف العالم العديد من الأعمال الفنية للفنان ماتيس وذلك لقيمتها الفنية والمادية القيمة وخاصة في متحفي ماتيس في شمال وجنوب فرنسا، والمجموعات الخاصة في كافة أركان الأرض، وما يوجد من أعمال منشورة ومعروفة تعكس إلى حد كبير التأثيرات الفنية الإسلامية محل الدراسة في هذه الاطروحة.