منهج مقترح في الرياضيات للمرحلة الإعدادية في ضوء ما بعد الحداثة وفاعليته في تنمية المفاهيم الرياضية والميل نحو الرياضيات

Abstract

يتسم عالم اليوم بالتغير المتسارع في كافة المجالات وعدم الاستقرار والظواهر التي تتسم بالتعقد واللاخطية وعدم القدرة على التنبؤ. ولمواكبة التطورات الحادثة في كافة المجالات والتقدم العلمي فلابد أن تنعكس هذه التغيرات والتطورات على مناهج التعليم لتتناسب مع متطلبات العصر. مناهج التعليم في ضوء التعقد يجب أن تأخذ في الاعتبار المبادئ التي يستند إليها منهج ما بعد الحداثة، وأحد السمات الأساسية لما بعد الحداثة هي رفض طريقة واحدة موثوقة لرؤية الرياضيات وكل من المعلمين والمتعلمين يمكن أن ينظر إليها ويفسرها بطرق متعددة ويمكن أن ينظر للرياضيات كشيء بديهي ومنطقي تؤدي إلى نتائج لا تحتمل الشك، أو حدسية وممتعة، أو من خلال تطبيقاتها في العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والحياة اليومية كل من هذه الأبعاد هي جزء مما يجعل الرياضيات حيوية. إن ما بعد الحداثة تكتب النهاية للمناهج الدراسية ولطرائق التدريس التقليدية التي تتعامل مع المعرفة على أنها جزر منعزلة منغلقة على نفسها في نطاق تخصصها الضيق؛ وإنما قضت – بفعل تكنولوجيا المعلومات – على هذه الجزر المنعزلة، كما أنها ماضية في القضاء على ما ساد في الماضي من الخطية في عملية تخطيط المناهج الدراسية. لكن من أجل تحقيق التكامل المعرفي ظهر مفهوم المنهج الحلزوني القائم على أساس أن أي مادة تعليمية، يمكن تدريسها في أي مرحلة من العمر، مع استمرار عملية التعميق المعرفي، من خلال زيادة ما تم تدريسه في مراحل سابقة. وتعمل مناهج ما بعد الحداثة على تحسين جودة التعليم وتنمية الإبداع والابتكار ومهارات التفكير لدى التلاميذ من خلال التكامل بين فروع المعرفة والربط بين المدرسة والبيئة والاهتمام بالأنشطة والتطبيقات الرياضية، مما يعمل على تنمية ميول التلاميذ نحو الرياضيات. مشكلة البحث: يتضح مما سبق أن مناهج الرياضيات الحالية غير مواكبة للتطورات الحادثة في مجالات الرياضيات والتقدم العلمي وأن هناك حاجة إلى مناهج جديدة تتناسب مع متطلبات العصر وحاجات المستقبل بما يعكس حيوية وتطور الرياضيات ويعطيها معنى وظيفي في مجالات المعرفة الأخرى؛ لذا يحاول البحث الحالي التصدي لهذه المشكلة من خلال الإجابة عن السؤال الرئيس التالي: ما فاعلية منهج مقترح في