خطاب الأجساد المُهَجّنة في الفنون الأدائية المعاصرة دراسة في الأنثروبولوجيا البيوثقافية

Abstract

تحاول الباحثة من خلال هذه الدراسة الإجابة على طبيعة الخطابات الخاصة بالأجساد المهجنة أو السايبورج وهي المزيج بين العضوي والآلي التي تقدمها عروض الفنون الأدائية في إطار الأنثروبولوجيا البيوثقافية. وقد قسمت الباحثة فصول الدراسة إلى مقدمة وخاتمة وثلاث فصول. في الفصل الأول، تتناول الباحثة بعض الأسس المعرفية والفلسفية التي ارتبطت بالجسد في مرحلة ما بعد الإنسانية، خاصة علاقة الجسد بالتقنيات وبالثقافة التكنولوجية، بجانب تفسير بعض الفلاسفة والمنظرين مثل ديكارت وهيدجر وإيهاب حسن ودونا هاراواى وغيرهم للهوية الجسدية وعلاقتها بالآلات والبيئة المتطورة تقنيًا. في الفصل الثاني، تحاول الباحثة تسليط الضوء على المنهج المتبع في هذه الرسالة من أجل تحليل العروض الأدائية بالإضافة لتسليط الضوء على التغيرات الثقافية التي حدثت في المجتمع الغربي والتي نتج عنها ظهور ما يعرف بالجسد الهجين أوالسايبورج وهو المزج بين العضوي والآلي سواء فى الواقع المجتمعي مثل نيل هاربيسون وجيري جلافا أو من خلال الجمع بين التجربتين الواقعية والفنية مثل وفاء بلال وأورلان. أما في الفصل الثالث، تتناول الباحثة التعريف بمفهوم الفنون الأدائية وإختلافه عن الفن المسرحي، فتقوم بالتعريف بآليات الفنون الأدائية وعناصرها ومن ثم تحليل العينة التطبيقية المتمثلة في أربع عروض وهم عرض التنافر Incompatibility للمخرج الكوري دو سنج يو Doo Sung Yoo وعرض في إنتظار الزلزال Waiting For An Earthquake للمؤدية الإسبانية مون ريباس Moon Ribas وعرض الدفع Propel بالإضافة للجزء الثاني من عرض Propel بعنوان أذن على ذراع Ear On Arm للمؤدي الأسترالي ستيلارك Stelios Arcadiou (stellarc)و أخيرًا عرض الجحيم Inferno للمخرج لويس فيليب ديمير Louis Philippe Demers والمخرج بيل ڤورن Bill Vorn. وتختتم الباحثة الدراسة بخاتمة بعرض لأهم ما خلصت إليه من استنتاجات وهي أن خطاب الجسد المهجن في الفنون الأدائية المعاصرة في المجتمعات الغربية قد أكد على أهمية تمازج الجسد الإنساني سواء في الواقع أو في العروض الأدائية بالأجسام الآلية، مع إعادة النظر في الهوية الإنسانية في ظل البيئة الثقافية المحيطة التي تمر بمرحلة ما بعد الإنسانية، مع إبراز أهمية هذه الأجسام المُضافة في العروض الأدائية والتأكيد على كونها جزء أصيل من حضور المؤدي وذلك في العروض التي تتخذ من تيمة الجسد المهجن أو السايبورج إطارًا فنيًا لخطابها نحو الجمهور .