العمائر الوقفية لنساء القصر العثماني بمدينة إستانبول خلال القرنين 10-11هـ/16-17م "دراسة آثارية معمارية وفنية"

Abstract

تهدف الدراسة إلى تناول العمائر التي شيدت في مدينة إستانبول برعاية نساء القصر العثماني من أمهات وزوجات وبنات السلاطين، وذلك بإسهام الوقف في إنشاء هذه العمائر وإيجادها ابتداءاً، والمحافظة عليها واستدامة وجودها ونفعها انتهاءاً، وقد قام الباحث بدراسة هذه العمائر ووصفها وتسجيلها مع تحليل أنماط وطرز هذه العمائر الوقفية تطبيقاً على القرنين 10-11هـ/ 16-17م واللذين شهدا قوة المرأة العثمانية وتأثيرها في الحياة السياسية والاجتماعية، وذلك من حيث التخطيط المعماري، والعناصر المعمارية، والوحدات الزخرفية، والكتابات التأريخية والدينية، وإبراز دور الوقف في نشأة المدن، والعمائر الخدمية والدينية وغيرها مما يأتي في ثنايا الدراسة. وتقع الدراسة في مقدمة، وتمهيد يتضمن تعريفاً لمصطلح الوقف وعلاقته بالعمارة والعمران، إلى جانب تناول أوقاف النساء قبل العصر العثماني في كافة الدول والدويلات الإسلامية في المشرق والمغرب مع التدليل بنماذج منها، واختتم الباحث التمهيد بإبراز أهمية الموقع الجغرافي والامتداد التاريخي لمدينة إستانبول باعتبارها مسرح الأحداث التي تقع فيه كافة عناصر الرسالة وأجزائه، وأما الباب الأول: وهو الدراسة الوصفية للعمائر الوقفية قيد الدراسة، وقد قام الباحث بتقسيمه إلى ثلاثة فصول، جاء الفصل الأول بعنوان: العمائر الوقفية لزوجات السلاطين؛ وهو ينقسم إلى مبحثين أولهما حول عمائر جولفم خاتون، والآخر حول عمائر خاصكي خرم سلطان، أما الفصل الثاني فجاء بعنوان: العمائر الوقفية لبنات السلاطين وهو ينقسم إلى مبحثين أيضا، تناول كل مبحث فيهما إحدى الكليتين الوقفيتين اللتين أنشأتهما مهرماه سلطان ابنة السلطان سليمان القانوني بكل من إسكودار بالجزء الآسيوي من مدينة إستانبول وأدرنة قابي بالجزء الأوروبي منها، فيما جاء الفصل الثالث بعنوان: العمائر الوقفية لوالدات السلاطين، وينقسم إلى ثلاثة مباحث، جاء المبحث الأول بعنوان؛ كلية الوالدة العتيقة بإسكدار، والمبحث الثاني بعنوان؛ كلية ماهبيكر كوسم سلطان بإسكدار، والمبحث الثالث بعنوان كلية الوالدة الجديدة في إمينونو، فيما جاء بعنون؛ الدراسة التحليلية، وقد قام الباحث بتقسيمها إلى أربعة فصول، تناول الفصل الأول علاقة الوقف بالعمارة والعمران مع التطبيق على نماذج لأوقاف النساء ومدى إسهامها في حركة العمارة والعمران، والفصل الثاني تناول فيه الباحث تحليل تخطيطات العمائر الوقفية –قيد الدراسة وينقسم إلى عدد من المباحث تبعاُ لنوعية كل منشأة أو مبنى، والفصل الثالث تناول الباحث فيه العناصر المعمارية العامة والخاصة والتحف الفنية الثابتة والمنقولة لاسيما في المساجد الموجودة بالعمائر قيد الدراسة وتحليلها والمقارنة فيما بينها، أما الفصل الرابع فهو يخص النقوش التي جاءت غالبيتها من نصوص دينية أو اقتباسات قرآنية سجلت بخط الثلث والنستعليق وذلك من حيث الشكل والمضمون. وتنتهي الدراسة بملحق يتناول أرباب الوظائف في العمائر الوقفية قيد الدراسة مع التطبيق على بعضها وتحليل مسمياتها وألقابها وعمل رسومات بيانية لمعرفة نسب العاملين بكل منشأة والنفقات اليومية، ويلي الملحق خاتمة الدراسة وتحتوي على أهم النتائج التي توصّل إليها الباحث، ومن أهمها؛ شمولية العمار الوقفية لنساء القصر العثماني –قيد الدراسة- لكافة أنواع العمائر ولم تقتصر على نوع دون الآخر، إلا أن الغلبة جاءت للمنشآت الدينية المجانية والنفعية. تعددت مواقع بناء العمائر الوقفية موضوع الدراسة بمدينة إستانبول وجاءت أربع كليات معمارية وقفية في الجزء الآسيوي من المدينة، وثلاث في الجزء الأوروبي على مواضع مختلفة، كما تضمنت الكليات الوقفية عمائر في أماكن مختلفة غير الموضع الذي أنشئ فيه المسجد لاسيما المباني الربحية كالحمامات والخانات التجارية. تعددت أنماط عمارة وتخطيطات المساجد الوقفية موضوع الدراسة، وجاءت كافة أنماطها مندرجة تحت طراز المسجد القبة بأنواعه المختلفة