أثر تطبيق الجودة الشاملة في التعليم الجامعي على تحقيق التنمية المستدامة (دراسة تطبيقية على قطاع الدراسات التجارية)

Abstract

تعد مؤسسات التعليم العالي من أهم الركائز التي تطور من خلالها معدل التنمية والرقى الحضاري فضلاً عن دورها المهم في غرس قيم المجتمع والحفاظ على منظومته الأخلاقية والقيمية، لذلك يقاس تقدم الجامعات بمقدار ما تقدمه لخدمة مجتمعاتها، بل أن تقدم الشعوب يقاس بمدى نجاح مؤسساتها التعليمية في أراء الدور المنوط بها في تحقيق التنمية المستدامة، والنهضة الشاملة في شتى المجالات والقطاعات. من ثم فإن الاهتمام بتطوير مؤسسات التعليم العالي ودراسة السبل الكفيلة بتحقيق دورها التنموي من الأهمية بمكان، لاسيما في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه مجتمعنا المصري، وضرورة مواجهتها بحلول إبداعية غير تقليدية، تراعى الظروف الحياتية، والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، وتضع المتعلم في بؤرة الاهتمام من أجل بناء مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر. (يوهانسن عيد- دليل اعتماد الكليات والمعاهد التعليم العالي، 2015) لقد تزايد الاهتمام بقضية الجودة الشاملة في التعليم إلى الحد الذى جعل المفكرين يطلقون على هذا العصر "عصر الجودة الشاملة " باعتبارها أحد الركائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديدة الذى تولد لمسايرة المتغيرات الدولية والمحلية ومحاولة التكيف معها، وأصبح المجتمع العالمي ينظر إلى الجودة والإصلاح التربوي باعتبارهما وجهين لعملة واحدة. (أحمد إبراهيم أحمد2003 ) حيث إن إدارة الجودة الشاملة تمثل شكل تعاوني لأداء الاعمال بتحريك المواهب والقدرات لكل من العاملين والإدارة لتحسين الإنتاجية والجودة بشكل مستمر وذلك من خلال فرق العمل وهذا يتضمن المقومات الأساسية لإدارة الجودة الناجحة في أي منظمة، وهى: الإدارة بالمشاركة، التحسين المستمر وفرق العمل. (ماري جوى بيجوزى 2004) لقد أتت العديد من مبادرات الإصلاح التعليمي والتربوي في مصر لتتمحور حول الجودة الشاملة، بالتوازي في ذلك مع الاهتمام العالمي بالجودة، ويمكن القول أن حركة الجودة الشاملة لإصلاح مؤسسات التعليم في مصر بدأت وبصورة متسارعة منذ منتصف العقد الأخير من القرن العشرين وحتى الآن، حيث كانت الجودة الشاملة بآلياتها ومعاييرها العنوان الرئيسي للعديد من الندوات والمؤتمرات التي عقدت داخل مصر وعلى الصعيد العربي.