برنامـجٌ تدريبي لتنمية بعـضِ مهارات مُقدِّمي خدمـةِ التخاطـب للحـدِّ مـن اضطـرابـاتِ اللُّغــة لــدَى تلاميــذِ الـمدرسـة الابتدائيـة

Abstract

أولاً- الملخص باللغة العربية... ويشمل المحاور التالية: الأول- مقدمة الدراسة: يشهدُ العالَمُ منذُ مطلع القرن الحادي والعشرين نقلةً حضارية هائلة، شملت معظم أوجه ومجالات الحياة، حيثُ إنه في كل يوم تظهر على مسرح الحياة معطياتٌ جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وفكر جديد ومهارات جديدة للتعامل معها بنجاح، وهذه التحولاتُ قد ألقتْ بظلالها على بنية النظام التربوي والعملية التعليمية، ومن ثمّ؛ فنحن في حاجة إلى تربية غير تقليدية كالتي عهدناها في بعض الدول المتقدمة.. وعليه، فإن إعداد الإنسان القادر على التصدي لكل هذه التحولات والتغيرات يتطلب إعادة النظر في النظم التعليمية مفهومًا ومحتوى وأسلوبًا، وذلك على أسسٍ جديدة قائمة على إستراتيجيات علمية فعالة تستوعب الإمكانات المادية والبشرية المتاحة. وشملت هذه النقلةُ الحضاريةُ مجموعةً من التغيرات والتطورات المعرفية والعلمية والتكنولوجية والثقافية والتعليمية، في مختلف المجالات الحياتية، ومنها رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، مما أضاف العديد والعديد من المسئوليات والواجبات الجديدة إلى الدور الذي يقوم به المعلمون عمومًا، ومقدمو خدمة التخاطب منهم بوجه خاصٍ على مختلف تخصّصاتهم في المجتمعات البشرية المعاصرة، الأمر الذي تطلَّبَ أن تكون هناك برامجُ للتنمية والتدريب؛ تقومُ بمراجعة وتغذية وتطوير الأساليب والطرق والممارسات التي تُعتمد في إعداد وتأهيل المعلمين بالتعليم العام، ومعلمي الفئات الخاصة بمدارس التربية الخاصة، وبعض مدارس الدّمج، بهدف تمكينهم من أداء أدوارهم التربوية والتعليمية على الوجه الأكمل. والمُعلّم بوجه عام، ومقدِّم خدمة التخاطب بوجهٍ خاص، في المدرسة الابتدائية، هو الركيزة الرئيسة في عمليات التعليم والتعلم؛ حيث "إنه مسئول عن توفير تعليم متميز لجميع التلاميذ من خلال إعداده للدروس إعداداً جيداً، واستخدام أساليب وطرائق تدريس حديثة، وتوفير بيئة آمنة باعثة على التعلم في قاعات الدروس والجلسات، وتوثيق دعم علاقاته مع التلاميذ ودعم علاقات التلاميذ بعضهم البعض، واستخدام إستراتيجيات متنوعة في إدارة الفصل، وزيادة مهارات التلاميذ في القراءة والكتابة والحساب، وزيادة معارفهم ومهاراتهم وتنمية الإبداع والابتكار لديهم، وتزويد التلاميذ بالخبرات والمهارات التي تمكنهم من تحمل المسئوليات واتخاذ القرارات". وقد أولى المهتمون بالعملية التربوية في الآونة الأخيرة، اهتمامًا متزايدًا ببرامج تدريب المعلمين ومقدمي خدمة التخاطب وتنميتهم مهنيًا، وقد دفع هذا الاهتمامُ الباحثين والدارسين، وأيضا بعض الجهات المسئولة، إلى دراسة برامج التدريب من جميع جوانبها والبحث عن العوامل المؤثرة فيها، والعمل على تحسينها.. والنظر بجدية إلى الاتجاهات العالمية المعاصرة في البلاد المتقدمة في مجال إعداد وتدريب المعلم الذي يقوم بتقديم خدمة التخاطب، والاستفادة من خبراتها بما يتناسب مع ظروف وإمكانيات نظام التعليم في بلادنا.. و"هذا الاهتمام له ما يبرره، نظرا لمكانة التدريب في العملية التربوية، حيث يعتبر عنصرًا جوهريًا من عناصر نجاحها". ويرى الباحثُ أن تدريب المعلمين ومقدمي خدمة التخاطب منهم، على اختلاف تخصصاتهم، ولجميع الفئات، يؤدي إلى رفع كفاياتهم، وتنمية مهاراتهم، وتحسين أدائهم، بل يُعدُّ عنصرًا أساسيًا في استمرار تاريخ التربية والتعليم، لأنه يُلبي رغبات المعلم وميوله، ويساعده على اكتشاف قابليته وقدراته التي ما كان لها أن تظهر وتتطور لولا برامج ودورات التدريب المهني؛ فالتدريب يعزز ثقة المعلم بنفسه وبأدائه، وهو من الأمور التي تساعده على النمو والتقدم في عمله، ويعتبر فوق ذلك كله عملية سلوكية، يُقصد بها تغيير الفرد بهدف تنميته ورفع كفايته الإنتاجية، كما أنه يُعتبر عِلمًا من العلوم إذا نظرنا إليه من ناحية أصوله ومبادئه، وفنًا من الفنون إذا نظرنا إليه من ناحية تطبيقية. وفي ضوء تلك النقلة الحضارية والمعرفية التي شهدها العالم المعاصر؛ نال مجال الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة جانبا من الاهتمام والتطوير والتنمية؛ حيث ظهرت الدعوات والمناشدات المحلية والدولية بشأن الإعاقات المتنوعة، خاصةً في مجال التخاطب واضطرابات النطق والكلام، وأمراض اللغة، والتأخر الدراسي الناتج عن صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية.