برنامج قائم على التفكير البصري لتنمية بعض الوظائف التنفيذية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

Abstract

تمثل ظاهرة الإعاقة بوجه عام مشكلة خطيرة في أي مجتمع قد تعمل على إعاقة مسيرة التنمية فيه ومن هذا المنطلق تتمثل إحدى مؤشرات حضارة الأمم وارتقائها في مدى عنايتها بتربية الأجيال بمختلف فئاتهم وهو ما يتجلى بوضوح في مدى العناية التي يتلقاها الأطفال ذو الاحتياجات الخاصة وتغير فرص النمو الشامل، لهم مما يعدهم للانخراط في المجتمع والى جانب ذلك تعد رعاية المعاقين بمثابة مبدأ إنساني وحضاري، وذلك يؤكد على حقوق المعاقين ويعمل على إتاحة الفرص المناسبة لهم حتى ينشئ لهم الاندماج مع الآخرين بدرجة معقولة. ويعد اضطراب طيف التوحد لهو اضطراب في النمو الإنساني يؤثر على مهام النمو ومعاييره المتباينة من مرحلة لأخرى ومن شخص لأخر. فيؤدي بالفرد إلى الثبات النسبي عند مستوى معين من النمو الاجتماعي والانفعالي والنفسي ،وتنعكس أثاره على أداء الفرد الداخلي ( المعرفي والوجداني ) والخارجي ( السلوكي ) ، وتتجلى أعراضه في المراحل الأولى من النمو ، وتتباين أثاره باختلاف مدى هذا الخلل في قوانين النمو ، كما أنه يعد من أصعب اضطرابات النمو لما له من تأثير ليس فقط على الفرد المصاب به وإنما أيضا على الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه ، وتعد التدخلات العلاجية والتدريبية هي السبيل الأساسي للحد من أثار هذا الاضطراب وخصوصا أذا كانت عملية التشخيص والتدخل العلاجي تتم بشكل مبكر ومن قبل متخصص( رفعت محمود ، 2007 ، 36). ويعد التفكير بمعناه العام هو كل نشاط عقلي أداوته الرموز أي يستعيض عن الأشياء والأشخاص والمواقف والأحداث برموزها بدلا من معالجتها معالجة فعلية واقعية، ويقصد بالرمز كل ما ينوب عن الشيء أو يشير إليه أو يحل محله في غيابه. بهذا المعنى العام يشمل التفكير جميع العمليات العقلية من أبسطها إلى أكثرها تعقيداَ. أما التفكير بمعناه الخاص فيقتصر على حل المشكلات حلاً ذهنية أي عن طريق الرموز وهو حل المشكلات بالذهن لا بالفعل، كما يستخدم لفظ التفكير بمعاني كثيرة لوصف نشاط عقلي قد لا نعيه وعياً تاما من قبيل أشياء الحياة اليومية والتي ندركها والتي نتصرف فيها على نحو روتيني، ولكنها تتطلب قليلا من الانتباه المباشر أو الجهد، إلى الفعل الوعي القصدي في التأمل أو لفت الانتباه إلى جوانب معينه من خبراتنا (أسامه فاروق، والسيد كمال، 2011، 188 - 189).